كشف دليل جائزة الحسن الثاني للمخطوطات لسنة ,2010 أن عدد المخطوطات المشاركة في الجائزة منذ 1969 سجل تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة. وأوضح الدليل الذي أصدرته وزارة الثقافة أن مجموع المخطوطات التي تمت معاينتها من قبل الوزارة الوصية، لم يتجاوز 34 ألفا و278 مخطوطا ووثيقة مند سنة 1969 إلى غاية سنة ,2009 يضاف إليها 165 مخطوطا و313 وثيقة شاركت هذه السنة (2010). وبذلك، لم يتجاوز المعدل السنوي للمخطوطات والوثائق المشاركة في الجائزة، 1022 مخطوطا، علما بأن السنوات الأخيرة قد عرفت تراجعا ملحوظا في عدد المخطوطات المشاركة، إذ سجلت سنة 2004 أقل عدد ب89 مخطوطا فقط، في حين سجلت سنة 1976 مشاركة 6866 مخطوطا ووثيقة ضمن نفس الجائزة، حسب الدليل. وفي جدول تضمنه دليل الوزارة، لم يتجاوز عدد المخطوطات المشاركة سنة 478 ,2009 مخطوطا ووثيقة، في حين سجلت سنة 2008 مشاركة 222 مخطوطا، وسنة 2007 ب340 مخطوطا ووثيقة. وقال أحمد عمالك، عضو اللجنة الوطنية لجائزة الحسن الثاني للمخطوطات، إنه لا يمكن تفسير تطور عدد المخطوطات المشاركة في الجائزة بالتراجع، بقدر ما يمكن وصفه بالتذبذب. وأوضح في اتصال مع التجديد، أن العبرة ليست بالعدد، وإنما بالقيمة التي تميز المخطوطات المعروضة، فكل سنة نكتشف مخطوطا ناذرا وقديما، وله قيمة عالية جدا، كالمخطوط المكتشف هذه السنة رحلة الحجاز الكبرى لمحمد بن عبد السلام الناصري. وأبرز عمالك، أن من بين الأسباب التي تسهم في تذبذب عدد المشاركين في الجائزة، هو ضعف الجائزة المالية الممنوحة للفائزين في المسابقة، يضاف إليها ما وصفه بالإعلان اليتيم الذي تحضى به الجائزة من طقبل وسائل الإعلام. وأكد عمالك أن ما يجب الحرص عليه أكثر، هو محاربة الأيادي الأجنبية التي تمتد إلى تراثنا وتاريخنا المغربي وتهربه إلى الخارج ليصبح جزءا من ثقافتها وثراتها. ودعا إلى ضرورة تعاون جميع الفاعلين من أجل إحياء الاهتمام بهذا التراث التاريخي، والتحسيس بقيمته وأهميته، متأسفا لكون شباب اليوم يهتمون بكرة القدم، ولا يهتمون بتاريخهم. يذكر أن جائزة الحسن الثاني للمخطوطات، التي ختمت دورتها ال34 مساء الاثنين الماضي بمتحف الوداية، قد عرفت إعلان أسماء الفائزين في المسابقة، والذين بلغ عددهم 30 فائزا، إذ سيحصل الفائز الأول على جائزة 6 آلاف درهم، والفائز الثاني 4 آلاف درهم، والفائز الثالث 3 آلاف درهم، في حين بلغت الجائزة الوطنية 20 ألف درهم. وأكد بنسالم حميش وزير الثقافة، في كلمة له خلال حفل توزيع الجوائز أن الوزارة سوف تعمل على إدخال تعديلات على مستوى القانون المنظم لجائزة الحسن الثاني للمخطوطات، تهم شقيه التنظيمي والمالي، وذلك من أجل ضمان استمراريتها، وللكشف عن التراث الوطني المخطوط وإخراج المكنوزات من مناطق الظل إلى حقل التداول والاستثمار العلمي. وأشار إلى أن المخطوطات المشاركة لهذه الدورة سجلت ارتفاعا مهما، إذ بلغ 165 مخطوطا و313 وثيقة، مضيفا أن معارض جائزة الحسن الثاني للمخطوطات، كشفت منذ إحداثها (1969) إلى الآن عن ثروة من النوادر والذخائر شملت غالبية العلوم المتداولة في الثقافة العربية. وكانت نتائج المسابقة التي قسمت على 3 رتب أعلاها الجائزة التقديرية، التي منحت مناصفة بين فاطمة الزهراء الصقلي حسيني من مدينة فاس، ومحمد الناصري من مدينة أكادير، يليها الجائزة التشجيعية الأولى وفاز بها 7 مشاركين، يليها أيضا الجائزة التشجيعية الثانية وشملت 11 فائزا، ثم الجائزة التشجيعية الثالثة وفاز بها 9 فائزين.