ثَمّن الشيخ الدكتور علي الصلابي قيامَ السلطات الليبية بإطلاق سراح 10 من قادة الجماعة الليبية المقاتلة ضمن الإفراج عن 214 من المحسوبين على التيار الإسلامي. وأوضح الصلابي، الذي قاد الحوار مع الجماعة على مدى ثلاث سنوات متواصلة في تصريح للإسلام اليوم، أنّ هذه الخطوة تُعَدّ إنجازًا حقيقيًا نحو المصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا، مشيرًا إلى أنه من ضمن المفرج عنهم أمير الجماعة الليبية المقاتلة أبو عبد الحكيم الصادق وأبو المنذر الساعدي المنظِّر الفكري والعقائدي للجماعة سابقًا وخالد الشريف المسئول الأمني والعسكري، وكانت القوى الأمنية الليبية تحفظت عليهم لضلوعهم في أحداث العراق. وأشاد الصلابي بالجهود التي بذلها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، للوصول إلى هذه النتيجة، معتبرًا أنها إشادة قوية وخطوة متقدمة تضاف إلى نتاجه الإصلاحي، ومشيرًا إلى أن الحوار مازال مستمرًا. وأوضح أنّ ما قام به سيف الإسلام شيء طبيعي لديه، كون أنّ الهدف واحد وهو الإفراج عن جميع قيادة الجماعة الليبية، مؤكدًا أنّه بخروج كل قيادات الجماعة سيعتبر الملف منتهيًا ولن يبقى سوى الترتيبات الأمنية في خروج جميع أعضائها على دفعات. وقال الصلابي: "في مرحلة من المراحل طلبت من سيف الإسلام أنّ ألتقي بهم وقلت له: أنا لا أريد أن ألتقي بهم وهم خلف القضبان، وإنّما وهم أحرار، وقد وفَّى بوعده.. والتَقَيْت بهم أمس بعد خروجهم مباشرة"، مؤكدًا أن لبيا كلها تعيش الآن فرحة عارمة بخروج هؤلاء. وكان سيف الإسلام أعلن أمس الثلاثاء أنّ السلطات الليبية أفرجت عن 214 شخصًا من المحسوبين على التيار الإسلامي، ووصف سيف الإسلام هذه الخطوة بأنّها "حدث تاريخي له معنى كبير" موجهًا الشكر إلى الزعيم الليبي على "قراره الشجاع". والجماعة الليبية المقاتلة تأسست في ليبيا في ثمانينيات القرن الماضي وهي تنظيم جهاديّ أسسته عناصر ليبية سبق أن نشطت في أفغانستان ويطلق عليهم الأفغان الليبيون، ويقبع العشرات من أعضائها في سجون ليبيا. وكانت مؤسسة القذافِي برئاسة سيف الإسلام أعلنت عام 2009 أن المحتجزين في السجون الليبية والمقربين من القاعدة قطعوا أي صلة لهم بالتنظيم. وباشرت السلطات الليبية عام 2007 بمبادرة من سيف الإسلام حوارًا مع الجماعة المقاتلة أدّى إلى إطلاق نحو مائة عنصر منهم العام الماضي.