في إطار التغيير الوزاري الذي أجراه الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال الأيام الماضية، بعد رفض الفرنسيين للدستور الأوربي الموحد، تم تعيين الأكاديمي الفرنسي من أصول عربية إسلامية عزوز بقاق (84 سنة) وزيرا مكلفا بالتأهيل وتساوي الفرص، ليصبح ثاني وزير مسلم بالحكومة الفرنسية. وتعد هذه أول مرة يعين فيها فرنسي من أصول مهاجرة في وزارة تختص بضمان المساواة في الفرص بين جميع الفرنسيين، في العمل، والسكن، والأطر الاجتماعية بشكل عام. ويرى مراقبون أن تعيين بقاق له أكثر من معنى، حيث نشأ الوزير الجديد في حي فقير بضواحي مدينة ليون في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي مع بداية تكاثف موجات الهجرة المغاربية على فرنسا؛ لذا فهو يعد نموذجا يعبر عن فئة من الفرنسيين عانت كثيرا من التمييز والتهميش والإقصاء. كما ينحدر بقاق من أصول جزائرية، حيث ولد لأب يعمل في مجال البناء ضمن 7 من الأبناء. وتلقى بقاق تعليمه في ليون وتدرج في العلم حتى حصل على الدكتوراة في علم الاجتماع وتخصص في شؤون الأقليات المهاجرة خاصة العرب والمسلمين. وساعده هذا التخصص على الفوز بثقة دومينيك دوفيلبان حينما كان وزيرا للداخلية في العام الماضي، حيث كلفه بإعداد تقرير عن أوضاع ساكني ضواحي المدن الفرنسية من أبناء المهاجرين، والمشاكل التي يواجهونها كالتمييز في الحصول على عمل أو سكن. ووعد بقاق في كلمة تنصيبه وزيرا مكلفا بالتأهيل وتساوي الفرص بالقيام بجولة في جميع أنحاء فرنسا ضمن برنامج طويل للبدء في محاصرة التمييز، تمهيدا للقضاء عليه. ويعد عزوز بقاق الوزير الثاني من أصل عربي في الحكومة الفرنسية بعد حملاوي مكاشيرا الذي كان وزيرا مفوضا لشؤون المحاربين القدامى في حكومة رئيس الوزراء السابق جان بيير رافاران، واستمر في حكومة رئيس الوزراء الجديد دومينيك دو فيلبان. ورفض نحو 55% من الناخبين الفرنسيين الدستور الأوروبي في استفتاء جرى يوم 29-5-2005؛ الأمر الذي أرجعه مراقبون إلى الغضب الشعبي تجاه إصلاحات الحكومة الفرنسية؛ وهو ما دعا شيراك إلى استبدال رئيس الحكومة وتغيير بعض عناصر الحكومة.