أمر الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمكناس، يوم الأحد 21 فبراير 2010، الشرطة القضائية بإجراء تحقيق للتعرف على أسباب وظروف انهيار صومعة مسجد باب بردعيين، في وقت احتشد فيه المئات من سكان المدينة العتيقة للمطالبة بتحديد المسؤوليات في الحادث الذي أدى إلى وفاة 41 مصليا وجرح ما يناهز .75 وذكر بلاغ لوزارة العدل، أن الوزير محمد الناصري أمر الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بمكناس، أول أمس الأحد، بإجراء التحريات اللازمة في موضوع سقوط صومعة باب بردعيين، للوقوف على الأسباب التي أدت إلى الحادث، بعد تصاعد حدة الأصوات المنادية بتحديد المسؤوليات في الحادثة، خاصة من قبل سكان المدينة العتيقة بمكناس ومن قبل جمعيات وفاعلين سياسيين وجمعويين. وهبت حشود من سكان المدينة القديمة بمكناس، أول أمس الأحد، في مظاهرة غاضبة إلى مقر ولاية مكناس تافلالت، عرفت وقوع اشتباكات مع قوات الأمن وقوات التدخل السريع والقوات المساعدة، التي حاصرت المتضاهرين بالقرب من مقر الولاية، وأدت إلى اعتقالات في صفوف المتضاهرين. وأكد المستشار الجماعي رشيد الطالبي أن الولاية دعت إلى لقاء حواري جمع 15 منتدبا من السكان ومستشارين جماعيين، عرف مناقشة الموضوع بجميع حيثياته، مؤكدا أن الوالي طالب بتهدئة الأوضاع إلى حين إتمام التحقيق الذي تم فتحه في الموضوع. وأكدت مصادر حضرت اللقاء أن السلطات قامت بطمأنة أهالي الضحايا بوجود نية لإجراء تحقيق نزيه، يسفر عن تحديد المسؤوليات في الموضوع، مضيفة أن السلطة قالت إنها ستقوم بتكليف محامي لكل أسرة من أسر الضحايا للمطالبة بحقوقها. واعترف الوالي، حسب مصادر التجديد، بوجود ارتباك كبير في عملية تنظيم العزاء وتوزيع المساعدات التي تكفل بها الملك محمد السادس، والذي يعتبر نقطة من المطالب التي أثارت غضب ساكنة باب بردعيين، وأكد الوالي وجود تغييرات في التكليفات التي قامت بها الولاية لتنظيم العزاء. وكانت المسيرة قد انطلقت من باب بردعيين، نظمها أهالي ضحايا سقوط الصومعة الذين يزيد عددهم عن 116 بين قتيل وجريح، للمطالبة بتحقيق نزيه يحدد المسؤوليات ويحاسب المسؤولين عن التهاون الذي أدى إلى وقوع الحادث، واستنكار طريقة تدبير السلطات لملف المساعدات التي تكفل بها الملك محمد السادس، والاحتجاج على طريقة تعامل بعض رجال السلطة مع المواطنين. وكشف مصدر أمني أن المسيرة التي عرفت مواجهات بين شباب المدينة العتيقة ورجال الأمن ورجال التدخل السريع والقوات المساعدة، أسفرت عن وقوع جرحى بين الطرفين، وأدت إلى اعتقال ما يناهز خمسة أفراد من المحتجين، مضيفا أن المسيرة عرفت أحداث شغب أسفرت عن تكسير زجاج سيارات وكادت تتحول إلى أحداث كبرى بسبب الغضب الذي ينتاب الساكنة، وأكد المصدر ذاته أن المسيرة أسفرت عن ثلاثة جرحى في صفوف المتضاهرين وثلاثة جرحى في صفوف رجال الأمن، إصابة أحدهم كانت متوسطة الخطورة. ورفعت المسيرة الاحتجاجية شعارات غاضبة تطالب بتحديد المسؤولين ومحاسبتهم، وتتحسر على الضحايا الذين سقطوا ضحايا ما أسماه المحتجون بالاستهتار بأرواحهم، وطالب المحتجون بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المدينة العتيقة التي يعتبرونها قنابل موقوتة، ورفعت شعارات من قبيل هذا عار هذا عار المدينة في خطر والميزانية كليتوها والصومعة ريبتوها، والميزانية سرقتوها وفالوسكي شربتوها، في الوقت الذي كان فيه الوالي في جلسة حوارية مع ممثلي الساكنة ومستشارين جماعيين. وفي علاقة بالموضوع، علمت التجديد من مصادر من عين المكان، أن المؤسسات التعليمية بالمدينة العتيقة بدورها عرفت وقفات احتجاجية مماثلة صبيحة يوم أمس الإثنين، بعد خروج تلقائي لتلاميذ الأحياء المجاورة للمسجد لوقفات تأبينية تحولت إلى رفع شعارات مطالبة بمحاسبة المسؤولين على ما أسموه بالمجزرة التي راح ضحيتها 41 شهيدا. وأكد بلاغ وزارة العدل أن الوكيل العام للملك انتقل إلى عين المكان وتم إحداث خلية خاصة للنيابة العامة على صعيد محكمة الاستئناف ومستشفى محمد الخامس بمكناس لتسهيل الإجراءات والحصول على الوثائق اللازمة لفائدة المتضررين وأسرهم. من جهة أخرى استنكرت جمعية تيزيمي للمواطنة والتنمية، التي تنشط في المدينة العتيقة بمكناس، الارتباك الذي عرفته عملية توزيع المساعدات على الأسر المتضررة وسوء تدبير الفاجعة في بعض جوانبها. وحملت الجمعية المذكورة، في بلاغ توصلت التجديد بنسخة منه، المسؤولة الكاملة في وقوع هذه الكارثة إلى الجهات المسؤولة، من أجهزة الدولة والمجالس المنتخبة محليا وجهويا في الإهمال واللامبالاة والاستخفاف بأرواح المواطنين، علما، يضيف البلاغ، أن الصومعة المنهارة كانت مهددة بالسقوط، وطالبت الجمعية المذكورة بفتح تحقيق يؤدي إلى محاسبة من كانت له يد في الإهمال واللامبالاة والاستخفاف بمصالح ساكنة مدينة مكناس وأرواح مواطنيها. ووجه الوالي أصابع الاتهام، في قضية توظيف حادث صومعة باب البرادعيين، إلى جمعية تنشط في المدينة العتيقة، معتبرا ما تقوم به يعد توظيفا سياسيا للموضوع، وهو ما أثار، حسب المصادر، غضب السلطات المحلية ومسؤولين في الولاية. من جهة أخرى ينتظر أن يشكل موضوع سقوط صومعة باب بردعيين بمدينة مكناس وما أسفر عنه من ضحايا، موضوع حلقة برنامج حوار الذي تبثه القناة الأولى، اليوم الثلاثاء، والذي يستضيف أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.