تحولت المدينة القديمة بمكناس إلى دار للعزاء، بعدما بلغت الحصيلة النهائية لضحايا انهيار صومعة مسجد (باب البردعاين) بالمدينة العتيقة بمكناس، يوم الجمعة الماضية، 41 قتيلا وأزيد من 75 جريحا حالة سبعة منهم لا زالت خطيرة، وسط مطالبات بفتح تحقيق موسع في الموضوع. وأكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى بولاية مكناس تافيلالت أن 67 من المصابين الذين يبلغ عددهم ما يناهز 75 جريحا، قد تم نقلهم إلى المستشفى المدني محمد الخامس، بينما نقلت ست حالات وصفت جروحها بالخطيرة إلى المستشفى العسكري مولاي إسماعيل، ونقلت حالة واحدة إلى المستشفى الجامعي بفاس. وكشف النائب البرلماني بووانو عن وجود تقارير رسمية لدى السلطات المحلية قامت بإعدادها لجن تقنية مختلطة، وقامت بإعدادها السلطات ونظارة الأوقاف عبر مراكز دراسات، تصنف بناية المسجد ضمن البنايات الآيلة للسقوط، مضيفا أن جهات عديدة توصلت بشكايات تتضمن تحذيرات سابقة من قبل سكان المدينة العتيقة من الحالة التي يوجد عليها المسجد. وطالب بووانو بفتح تحقيق موسع لتحديد المسؤوليات، مؤكدا أن وفاة 41 مواطنا يعد فاجعة كبرى، لكنه ينذر بخطر أكبر في حالة عدم التحرك تجاه القنابل الموقوتة التي يمثلها أزيد من 670 بناية أسفرت عن مقتل طفلين بسقوط جدار منذ أسابيع قليلة ماضية. وانتقدت فعاليات جمعوية وحزبية بالمدينة ما عرفه ملف المسجد ودور أخرى بالمدينة، من إهمال وتقصير من قبل الجهات المعنية أدى إلى وقوع الفاجعة، محذرين من وقوع فواجع مماثلة إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لترميم البنايات القديمة بالمدينةالإسماعيلية. وأكد متحدثون في تصريحات متطابقة لالتجديد أن المسجد تم ترميمه بشكل ترقيعي سنة ,2008 مؤكدين أن هبة ملكية قدمت لترميم المسجد سنة ,2008 وهو ما لم يتم، ليكمل الحريق الذي أتى على جزء منه خطورة الوضع. وأكد مصدر مسؤول في الوقاية المدنية، رفض الكشف عن هويته، أن عملية إنقاذ الضحايا تحت الأنقاض كانت بطيئة فعلا، بسبب الأزقة الضيقة للمدينة العتيقة، وهو ما حال حسب المصدر، دون استعمال معدات متطورة، وأدى إلى حالة من الارتباك في عملية الإنقاذ. وتحولت المدينة القديمة إلى بيت للعزاء، بعد تشييع جنازة الضحايا بعد أن أقيمت صلاة جنازة جماعية على أرواح الشهداء بموقع الحادث بحضور آلاف من أسر الضحايا وسكان المدينة العتيقة، ومسؤولين محليين وجهويين، ووري الراحلون الثرى على إيقاع التكبير في مقبرتي الشهداء والشيخ الكامل. ويبلغ عدد المساجد الآيلة للسقوط، حسب مشروع قانون المالية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لسنة ,2008 ما يناهز 900 مسجد، لم يتم ترميم سوى 16 منها خلال خمس سنوات، حسب نشرة المنجزات التي تصدرها الوزارة.