شكل واقع الانحراف في صفوف الشباب موضوع أعمال أدبية توجت في الملتقى الجهوي الأول للإبداع الشبابي، الذي نظمه القسم التلاميذي لحركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط (الدارالبيضاء) السبت/الأحد الماضيين، فمن خلال فيلم بعنوان ذكريات منحرف استطاع فريق من تلاميذ حركة التوحيد والإصلاح (جمان أيوب، زهير عبد القادر، نصر الله عمري، الطيب شاطر، ياسر قصدي ، مريم الفرنيني)، بمنطقة الفداء الحي المحمدي، تجسيد حكاية في 8 دقائق (مدة الفيلم) تتكرر مشاهدها في واقع يومي، لكن مع اختلاف في التفاصيل المؤسسة لها. فقصة الفيلم تداخلت فيها حكاية إدمان تلميذ مع حكاية مدير مدرسة سبق أن كان مدمنا، ليكون الأفق إلى أن الاستدراك ممكن والعودة إلى جادة الصواب ليست مستحيلة، حين يحضر دور المسؤولية في الإنقاذ، ويحضر التوجيه والدعم المطلوب. بينما اختارت التلميذة سكينة الصادقي أن تحكي عن هذا الواقع من خلال عمل ميداني صاغته عبر جنس الربورتاج، من خلال مقابلات مباشرة مع ثلاثة مدمنين، بأحد كاريانات حي بوركون بالدارالبيضاء، وبأحد هوامش مدينة المحمدية، عبد العالي الذي نقل إليه الإدمان بالوراثة في كنف والده المدن على المخدرات، وطارق الذي قاده الفضول إلى الوقوع في براثن الإدمان، وعبد اللطيف الذي دفعته الرفقة السيئة إلى أن يحمل بالصفة والفعل اسم الشمكار. واستطاعت التلميذة سكينة الصادقي بحس صحفي واعد، أن تحكي رحلة معاناة هؤلاء الشباب الثلاثة مع رحلة إدمان أحالت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، كما تمكنت من الانتقال بشكل سلسل إلى نقطة الانعطاف في حياة اثنين منهم مع رحلة علاج بالإبر الصينية دامت ستة أشهر. فيما أبدع عبد الحق العيون وحمودة الردناني (منطقة آسفي)، في تجسيد يوميات شمكار في عرض مسرحي نال أيضا جائزة أحسن تشخيص، في تقريب واقع في صورة حياة واحدة ضمن صور كثيرة تلتقط مشاهدها كل يوم بكل الشوارع والأحياء بكل ربوع الوطن، صورة احميدة وبوعزة اللذين قادتهما رحلة الإدمان إلى الشارع، بعيدا عن حضن العائلة، والتقط العرض المسرحي باحترافية واقع وأد حلم بوعزة في أن يكون مراسلا صحفيا، وحلم احميدة في أن يكون معلما. لينتهي العرض على صوت الصحوة، بعد غفوة أتت على أحلى أيام شابين يافعين كان الأمل معقودا بأن يكونا إضافة في بناء المجتمع، ويعلو صوت يرنو إلى التحليق بعيدا عن معيقات الانخراط في حياة حرة كريمة، فهما لن يهربا هذه المرة من صفارة سيارة رجال الأمن، وإنما هي مواجهة تحكي رحلة عزم على خوض مغامرة حياة أخرى جديدة ممكنة. بينما ركب محمد نفيل (منطقة آسفي) صهوة الزجل، وهو يحكي هذا الواقع شعرا، بدعوة مفتوحة الله يستر من بلية هذا العصر...يقول نفيل في بعض مقاطع قصيدته الزجلية: تأمل في حال المسلم كيف نجا بالقرآن والسنة المخدرات كتدمر الحياة ما فيها منفعة كلها مفسدات تهلكت بها الصحة وطبوا الفليسات ولات الناس عايشة معمية غيرت شلا جينات في الأشكال والصفات منهم بزاف الحالات زيادة ما شي طبيعية والشياطين اللي ما عندهم كبدة متربصين بنادم في الحصلة كيبقاو عليه حتة يتبلى ويتلفوه على الطريق السوية واش هادا اللي كيسكر وزايد بالسلسيون كيتشمكر ما عندو الدماغ باش يفكر هكا هدى العمر وراح ضحية . يذكر أن فعاليات الملتقى الجهوي الأول للإبداع الشبابي، الذي اختار اسما لدورته الأولى دورة الأقصى تحت شعار: الشباب رسالة وإبداع، اختتم فعالياته الأحد الماضي، بتتويج الفائزين في المسابقات التي تبارى فيها أزيد من 200 مشارك يمثلون 10 مناطق بالجهة، تحت إشراف لجان متخصصة، في مجال المسرح، والأنشودة، والأعمال الأدبية (الشعر، الزجل، القصة القصيرة، والرواية)، الإبداع اليدوي..