حدد المهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح في محاضرة له أمام أزيد من 140 تلميذا وتلميذة شاركوا في الملتقى الجهوي الثالث للمتفوقين بمقر الحركة بعين السبع بالدارالبيضاء، الذي انتهت أشغاله صباح أمس الاثنين، ثلاث رهانات تنتظر المتفوق، مستخلصا الرهان الأول من خلال الآية الكريمة: لقد من الله عن المؤمنين إذ جعل فيهم رسولا منهم يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وأكد الحمداوي على أن فرصة التفوق والفلاح منة من الله، وعلى من أنعم الله بها عليه أن يلتقطها لكي يستثمرها أحسن استثمار، موضحا أن من رهانات التزكية ربح الرهان على مستوى الهدف الذي من أجله خلق الإنسان، فالتفوق والنجاح في قضية العبادة لا يقتصر على الشعائر فقط، بل يشمل جميع نواحي الحياة وكل الميادين، يضيف رئيس الحركة، معتبرا أن الانتماء إلى هذا الدين يبنى على البحث والعمل الأحسن. وحدد الحمداوي الذي كان يتحدث في إطار أشغال اليوم الثاني للملتقى الذي نظمه قسم العمل التلاميذي بجهة الوسط، الرهان الثاني للمتفوق، في التميز، وذلك من خلال إظهار قدرات إبداعية غير عادية في المجالات المؤثرة، سواء في ميدان الكلمة أو الصوت أو الصورة، مشددا على أن رهانات الإنسان الرسالي صاحب المشروع التغييري، هي الحضور في كثير من هذه المجالات، التي تسهم في تحديد الرأي العام والحضور في أهم المحطات والتحولات المجتمعية، وهي بحسب الحمداوي أهم من وظيفة الطبيب والمهندس... وقال الحمداوي تحدي اليوم هو كيف يمكن أن يكون شباب الصحوة الإسلامية شبابا ناجحا لا يكتفي بالاحتجاج وإن كان عملا مقبولا، وإنما يرقى تفوقه إلى إنتاج البديل، بتفوق وبجودة تترك أثرها في المجتمع. أما ثالث الرهانات حسب محمد الحمداوي فهو الرسالية، ويعني به أن يكون المشروع الرسالي واضح المعالم، يخوض به حامله غمار التغيير، موضحا أن الرسالي هو الذي يمارس العمل بكفاءة ولا ينتهي عمله بانتهاء مهمته ووظيفته، وإنما يكون مبادرا في اتجاه تعميم الصلاح والتميز في المجتمع. وركز الحمداوي على ثلاث مرتكزات يستوجبها المشروع التغييري، إذ لا بد لهذا المشروع من الفعل الدعوي التربوي، والفعل الجمعوي الهادف ثم الفعل السياسي. ومن جهة أخرى، أبدى المشاركون الذين شدوا الرحال إلى الملتقى في دورته الثالثة، من مدن بني ملال، آسفي، مراكش، الجديدة، خريبكة، الفقيه بن صالح، بالإضافة إلى الدارالبيضاء والمحمدية، تفاعلا متميزا مع التداريب والعروض المتنوعة، التي عكست في مضمونها متطلبات هذه الفئة، من خلال مشاركات في تداريب حول مهارة القراءة السريعة أشرف عليها الأستاذ يوسف لطفي، ومعالم بناء الشخصية القيادية بإشراف الأستاذ سعيد معزوز، ثم تدريب حول موضوع: كيف تنجز مقابلة؛ من تأطير المهندس محسن بن خلدون. كما كان للمشاركين وقفة مع الإبداع الأدبي، في إطار توقيع رواية بعنوان فراشات مكة..دعوها تحلق، للأديبة الروائية زوبيدة هرماس، والإصدار الجديد كما قدمته صاحبته هو باكورة حلم راودها، منذ أن خط سلمان رشدي روايته التي تسيء إلى نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي كما ذكرت على ظهر الغلاف تغرس في قلب القارئ الشوق إلى النبي الكريم وتعظم مكانته. وفي سياق تحقيق هدف الاحتكاك المباشر برموز العمل الإسلامي، كان للتلاميذ لقاء مباشرا مع الدكتور حسن الغربي، معد ومقدم برنامج قبس من القرآن بالفرنسية بإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم. وفي إطار مواكبة القسم التلاميذي لحركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط لمسار تلامذته المتفوقين بالجهة، من الناحية الدراسية والتربوية والدعوية، كان جديد هذه الدورة، في برنامج مواصلة تكوين المتفوقين من خلال مشاريع دعوية تتناسب مع قدراتهم ومؤهلاتهم العلمية والتخصصية. وأبانت ورشات دراسة المشاريع عن مشاركة فعالة للتلاميذ المتفوقين، أظهروا خلالها تميزا واضحا في اقتراح أشكال إبداعية لتنزيل مشاريع توجهت بالأساس نحو الإعلام، ومنتدى اللغة، والمعتكف العلمي الإلكتروني، وملف الوقاية، ورعاية وصناعة التفوق، والعمل الصيفي. وأشار فوزي بهداوي مسؤول القسم التلاميذي بجهة الوسط، إلى أن القسم عمد في هذه الدورة سعيا منه لاحتضان التلاميذ المتفوقين، إلى استثمار ملتقى السنة الماضية، من خلال استدعاء المتفوقين الذين شاركوا فيه، وذلك لمواصلة تأهيلهم وتكوينهم في أفق تخريج أطر ذات كفاءات علمية ودعوية تستفيد منها الحركة دعويا وتنظيميا، ويستفيد منها المجتمع رقيا وإصلاحا. مضيفا أن الملتقى حدد أهدافا كبرى لأشغاله، تتوخى استثمار القدرات العقلية والطاقات الإبداعية للمتفوقين، ثم تحسيس المتفوق بالدور الإصلاحي المنوط به شرعا ودعويا ومجتمعيا، وكذا الانتقال من رعاية التفوق إلى صناعته عبر إجراءات عملية، من خلال استقبال المتفوق بمشاريع دعوية. هذا، ويعتبر ملتقى المتفوقين الذي ينظمه القسم التلاميذي لحركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط، محطة سنوية تواصلية مع التلاميذ المتفوقين الجدد، وتسليم القدامى منهم إلى العمل الطلابي.