أسدل الستار مساء يوم الأحد 31 يناير 2010 على فعاليات الملتقى الجهوي الأول للإبداع الشبابي، الذي نظمه القسم التلاميذي لحركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط (الدارالبيضاء)، بتتويج الفائزين في المسابقات التي تبارى فيها أزيد من 200 مشارك يمثلون 10مناطق بالجهة، في إقصائيات احتضنها المركب الثقافي كمال الزبدي بسيدي عثمان السبت الماضي تحت إشراف لجان متخصصة، في مجال المسرح، والأنشودة، والأعمال الأدبية (الشعر، الزجل، القصة القصيرة، والرواية)، الإبداع اليدوي.. وأسفرت نتائج هذا العرس الثقافي البهيج، الذي اختار اسما لدورته الأولى دورة الأقصى تحت شعار: الشباب رسالة وإبداع، عن تتويج مسرحية لعبة الأبرياء (منطقة الجديدة) وتحكي معاناة مغاربة الصحراء المغربية المحتجزين بمخيمات تندوف ، ومسرحية يوميات شمكار (منطقة آسفي)، ثم العرض المسرحي محاكمة مراهقة (منطقة الفداء الحي المحمدي)، بينما فاز في مجال الأنشودة بالمراتب الثلاث الأولى، كل من فرقة الصفاء (منطقة المحمدية)، فرقة الانتصار (منطقة الجديدة)، فرقة النيازك (منطقة أم الربيع). وحاز التلميذ عبد العزيز شوقي (منطقة أم الربيع) بجائزة الإبداع الأدبي عن روايته تمرد الدهر، والتلميذة فاطمة الزهراء عمري (منطقة الفداء الحي المحمدي) بجائزة القصة القصيرة (le livre de mon pére)، والتلميذ محمد نفيل (منطقة آسفي) عن قصيدته الزجلية الله يستر من بلية هذا العصر، فيما تم تتويج القصيدة الشعرية من خلال ماجدة بنصغير (منطقة الجديدة) عن قصيدة بعنوان وشاحك من ذهب، وفاطمة الزهراء أيت مكزار(منطقة آنفا) عن إبداعها الشعري terre sainte وتمكنت التلميذة سكينة صدقي (منطقة الفداء الحي المحمدي) من انتزاع جائزة الفيلم القصير، وربورتاج في موضوع إدمان الشباب. وتم عرض الأعمال الفائزة في أمسية ختامية مساء أمس الأحد، حضرها جمهور غفيرغصت به جنبات المركب الثقافي ثريا السقاط بالمعاريف، الذي زينت كل فضاءاته بمنتوجات الإبداع اليدوي للمناطق (فن السيراميك، النقش على الخشب، لوحات تشكلية..)، ونال المهرجان شرف الافتتاح بصوت المقرئ الفنان المختار جدوان، الذي تلا آيات بينات من الذكر الحكيم، قبل أن يتحف الحضور بابتهالات دينية، وفي كلمته بالمناسبة تحدث جدوان الذي كان ضيف شرف على المهرجان، عن تجربة اعتزاله الغناء، وعن اهتماماته بتجويد القرآن وترتيله، وعن طموحه المستقبلي في تجويد القرآن الكريم كاملا بصوته، والتوجه نحو الإنشاد الديني... وكان صوت الفكاهة حاضرا خلال فقرات الأمسية بتنشيط الفنان مسرور المراكشي... وتناولت المساهمات التي تمت التداريب عليها والإقصائيات على مستوى المناطق، مواضيع متنوعة ( القضية الفلسطينية، موضوع الأسرة ( بر الوالدين / العلاقات الأسرية / ...)، التفوق الدراسي، قضايا انحراف الشباب ( المخدرات الميوعة عبدة الشيطان ...)، قضايا الشباب عموما ( العلاقة بين الجنسين الدراسة الهجرة الشغل..)، قضايا الأمة، قضايا وطنية ( الصحراء المغربية / ...)، وقد وضع القسم التلمذي الجهوي بخلق هذه المبادرة في دورتها الأولى، أفقا مستقبليا لرعاية المشروع الإبداعي بهدف خلق دينامية وحركية في صفوف الشباب داخل حركة التوحيد والإصلاح بمختلف المناطق التنظيمية، والارتقاء بالعمل التلمذي إلى مستوى الجودة في النتائج عبر تنافسية بينها، وكذا اكتشاف وتنمية مواهب وقدرات الشباب، ورعاية الطاقات الإبداعية البارزة والانتقال بها من الهواية إلى الاحترافية. من جهته أكد فوزي بهداوي مسؤول العمل التلاميذي الجهوي ل التجديد، أن قسمه يفتتح بهذا الحفل التكريمي للمبدعين الشباب، مسارا فنيا مؤسسا ضمن أعمال الحركة في المجتمع. موضحا أن هذا العمل يعد بادرة أولى نحو طموح أن يكون نواة لتكوين مستقبلي ولبنة الصرح الفني مع هذه الأجيال الصاعدة، للانتقال من الهواية إلى الاحترافية. وقال بهداوي: اخترنا لهذا المهرجان اسما لدورته الأولى دورة الأقصى، لأننا نؤمن أنها قضيتنا الأولى، وأن الاستعمار الذي نرفضه لمقدساتنا هناك، هو نفسه الذي نرفضه ونقاومه ونرفض أن تكون عقولنا ضحية له هنا..، ونخلدها ذكرى مقاومة أبية هناك في أرض المحشر لتمتزج بمقاومتنا هنا. مقاومتنا بإبداع فني يقول لا للانهزام أمام الفن الرديء، لا للانهزام أمام الشاشة المبتذلة، نعم لصمود الذوق السليم، نعم لصمود الفن الملتزم، نعم للطاقات المبدعة التي حفظت كرامة الإنسان من الامتهان. *** كلمة القسم التلمذي الجهوي وجاء في كلمة القسم التلاميذي الجهوي بالمناسبة، أن حركة التوحيد والإصلاح جعلت قضية الشباب من أولويات اهتماماتها وفي صلب مخططاتها من أجل الارتقاء بهذه الفئة عقيدة وسلوكا وثقافة، لتخرج جيلا متشبعا بمبادئ دينه وقيمه الحضارية والإنسانية، طموحا في تفكيره. مضيفة أنه إيمانا من القسم بالقدرات الخلاقة، والطاقات البناءة التي يكتنز بها شبابنا، فقد أقدم على تنظيم هذا المهرجان الإبداعي في دورته الأولى؛ ليتوج جهود المؤطرين الذين احتضنوا هذه المواهب الفنية ورعوها في مناطقهم بمختلف مجالاتها الفنية والأدبية والإعلامية، وذلك إسهاما في الرقي بالفن الإسلامي الأصيل. فن -تضيف الكلمة -، ينطلق من هويتنا الحضارية وقيمنا الإسلامية ليكون ناطقا بعواطفنا، ومنطلقا من همومنا وقضايا أمتنا الحقيقية، التي تحتاج إلى أن تتضافر فيها الكلمة والشعر والزجل والمسرح والأنشودة وكل الإبداعات لتجعلها حية في نفوس أبناء هذا الوطن. فن هو عمق رسالتنا الحركية التي تقوم على مبدأ الوسطية. رعاية التفوق ودعم الإبداع حركة التوحيد والإصلاح بما هي حركة دعوية إصلاحية نهضوية ترمي إلى إقامة الدين وإصلاح المجتمع والإسهام في بناء حضارة إنسانية راشدة، تحتاج اليوم إلى الاهتمام بطاقات وقدرات وأفكار وخبرات شبابها، من أجل تدشين دورة نوعية جديدة في مشروعها الإصلاحي. ( مقتطف من الرؤية العامة لرعاية التفوق ودعم الإبداع الصادرة عن قسم الشباب المركزي بالحركة)