أسدل الستار على محاكمة أكبر شبكة للاتجار بالبشر والدعارة يتم الكشف عنها في أبو ظبي، كانت ضحاياها مغربيات أوهمتهن الشبكة بالسفر الى العاصمة الإماراتية للعمل، إلا أنهن بعد السفر وقعن ضحايا لعناصر الشبكة الذين أجبروهم على ممارسة البغاء. الفتيات كن يحلمن بأموال الخليج وتحسين ظروف عيشهن وأسرهن، إلا أن ما كان ينتظرهن فاق حدود أحلامهن وحتى كوابيسهن، ولم تكن الشابات المغربيات تدركن أنهن بمجرد ما وطئت أقدامهن هذه الأرض النفطية، بدأ العد العكسي لمعاناة ستستمر طويلا ولن تنتهي إلا بهروب إحداهن واستنجادها بالشرطة. المتهمون وهم 13 شخصا من سوريا اعترفوا في التحقيقات وأمام المحكمة بأنهم كانوا يوهمون الضحايا بوجود فرص عمل في دولة الإمارات برواتب مجزية، وبمساعدة أشخاص آخرين في المغرب، تمكنوا من إقناع الفتيات بالقدوم إلى الدولة بتأشيرات يستخرجها المتهمون لهن، ثم يستقبلونهن بالمطار، ويحجزون لهن المسكن، ثم يأخذون جوازات سفرهن، ويحتفظون بها، ويهددوهن، ويمنعون عنهن الطعام، ويضربوهن، لإجبارهن على ممارسة الدعارة مع الرجال مقابل أجر مادي. ولم تنكشف القضية إلا بعد أن تمكنت إحدى الضحايا من الهرب من المسكن المحتجزة به، وقامت بإبلاغ الشرطة، والإرشاد عن مكان احتجاز المتهمين لباقي الفتيات، وبعد أسبوع تقدمت شابتان أخريان هربتا من مسكن آخر للمتهمين ببلاغ، تم إثره ضبط شقة أخرى للمتهمين، أرشدت عليها المجني عليهما، وتم ضبط أفراد جدد في الشبكة الإجرامية، فيما تم القبض على متهم آخر في المطار. وتوصلت تحريات الشرطة إلى أن هناك فيلا أخرى يحتجز فيها المتهمون ضحايا أخريات، وتم القبض على عدد آخر من المتهمين، وعثر على مجموعة أخرى من المجني عليهن وقد تم احتجازهن داخل الفيلا بالإكراه. ووجهت النيابة العامة إلى المتهمين ال13 تهم الاتجار بالبشر والشروع في ارتكاب جريمة الاتجار بالبشر، والحض على ارتكاب أعمال الفجور، والدعارة، حيث قررت إحالتهم إلى محكمة جنايات أبوظبي التي أصدرت حكمها يوم الثلاء المنصرم بمعاقبة سبعة متهمين بالسجن المؤبد، فيما حكمت بسجن ستة آخرين لمدة عشر سنوات، بالإضافة إلى إبعاد المتهمين خارج دولة الإمارات، بعد تنفيذ العقوبة، فيما ما زال مصير الفتيات المغربيات مجهولا. وإذا كانت شرطة أبو ظبي قد تمكنت من تفكيك هذه الشبكة التي وصفت بأنها أكبر شبكة للاتجار بالبشر وإنقاذ مغربيات من الجحيم الذي كان يطوقهن، فإن الأكيد أن شبكات أخرى ما تزال تنشط في الخفاء وتعمل بكل وسائل الإغراء عى استقطاب فتيات مغربيات أخريات قاسمهن المشترك الهشاشة الاقتصادية.