وجد المشاركون في لقاء دراسي حول مشروع برنامج وزارة التربية الوطنية المواكب لمشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة أنفسهم في وضعية دفاع عما أنجزوه خلال عملهم كمسؤولين تربويين في مجال التربية البيئية، وكأن هذا المشروع جاء لنسف تلك الجهود. وتحدثوا عن التراكمات التربوية بجهة مراكش تانسيفت الحوز باعتبارها جهة متقدمة في هذا المجال مازالت الوزارة بعيدة عن وصولها، في حين أوضح أحد المنسقين الإقليميين أن الأمر لم يعد يعني فقط التحسيس والتوعية، بل يتعداه إلى إلزامية احترام الميثاق، ولم يعد يقتصر على مفاهيم مبسطة مثل البستنة، ولكن يتخطاه إلى تربية بيئية، في سياق سياسي واقتصاد دولي، تجد صداها في سلوك الفرد بعد خروجه من المؤسسة التعليمية وفي كل نواحي الحياة. وقال محمد العربي سعد المسؤول الأول عن نيابة التعليم بمراكش أن لجنة قارة أحدثت لمواكبة تطور التربية البيئية، ووضع لها برنامج محدد مرتبط بتوجهات الأكاديمية. في الوقت الذي أشار محمد دتزوت المفتش المنسق الجهوي بالأكاديمية أن اللقاء يندرج في إطار إعداد وثيقة ستقدم خلال الاجتماع التشاوري المزمع تنظيمه مستقبلا على مستوى جهة مراكش، والذي ستشارك فيه جميع القطاعات المعنية المهتمة بالبيئة والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن وزارة التربية الوطنية بصدد التفكير، في إطار إعادة صياغة المناهج خلال سنة ,2012 في إمكانية تدريس التربية البيئية كمادة مستقلة عن باقي المواد، أو جعلها مندمجة داخل المواد. من جهة ثانية أبدى المشاركون تخوفهم من عدم قدرة الوزارة على مواكبة مقتضيات هذا الميثاق الوطني الذي يفترض أن يرى النور في أبريل المقبل، وتوفير الوسائل التربوية الداعمة لمبادئ التنمية المستدامة بالمؤسسات التعليمية، لاسيما وأن الوزارة تعاني من قلة الموارد البشرية، والنقص في الموارد المادية والمالية، وإعادة جدولة الزمن التربوي بالنسبة للتلاميذ وهيئة التدريس. يشار أن اللقاء عرف إلقاء عرض حول مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة من قبل المفتش المنسق الجهوي رحال بغور، ومداخلة للمنسقة الإقليمية حليمة بوصديق حول مشروع برنامج الوزارة المواكب لمشروع الميثاق الوطني للبيئة، كما ألقت المنسقة الجهوية جميلة بن الطاهر عرضا حول مسلسل المشاورات لمشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة.