أكد وزير الدولة السيد محمد اليازغي ، اليوم الثلاثاء بمراكش ، أن مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة هو تعبير عميق عن وعي وطني جماعي بالأولوية التي على البيئة أن تحظى بها في كل السياسات العمومية. وأضاف السيد اليازغي في اختتام اللقاء التشاوري حول مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، المنظم على مدى يومين، أن هذه المبادرة "هي تعبير عن انتمائنا للاهتمامات المستجدة للبشرية جمعاء وتعبئتنا من أجل ووقف المخاطر المهددة للبيئة ولأسباب التنمية النظيفة ولمصادرها الطبيعية". وأبرز أن منهجية الحوار والتشاور الواسعين ، التي يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، هي تعبير صارخ عن اختيار المملكة للمقاربة التشاركية التي تجعل كل المتدخلين يشاركون في اتخاذ القرار، مثلما هي مؤشر دال على اتجاه المغرب الحثيث نحو ترسيخ الديمقراطية. وأكد السيد اليازغي أن مشاركة الفاعلين في هذه المنهجية سيكون لها الوقع الإيجابي على تطعيم مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة بكل أبعاده. وقال إن مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ينطلق من مرتكزات أساسية تشكل جوهر المشروع وهي القيم والمبادئ والحقوق والواجبات، مشيرا الى أن جهة مراكش- تانسيفت-الحوز ، التي تزخر بإمكانيات بيئية هامة تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية والوطنية ، تواجه حركة اقتصادية تنعكس سلبا على الأوساط البيئية ومواردها الطبيعية وعلى صحة وإطار عيش الساكنة. وتميزت أشغال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء بعرض شريط وثائقي حول الوضعية الحالية للمجال البيئي بالمغرب والمشاكل التي يعاني منها بفعل الاستغلال المفرط واللاعقلاني للموارد الطبيعية التي تتوفر عليها المملكة. كما شكل هذا اللقاء الذي حضره على الخصوص مسؤولو مختلف القطاعات بالجهة والمنتخبون المحليون وممثلو المنظمات المهنية والفاعلون في المجتمع المدني، مناسبة لتقديم الوضعية البيئية الحالية بجهة مراكش-تانسيفت-الحوز فضلا عن تقديم الخطوط العريضة لمشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. وتضمن برنامج هذا اللقاء أربع ورشات تمحورت حول مواضيع تهم "الصحة والبيئة"، و"الحفاظ المستدام على الأوساط الطبيعية"، و"التنمية المستدامة"، و"دور الفاعلين المحليين في المحافظة على البيئة".