أرغم حكم باللإفراغ أسرة على التشرد، إذ تفرق أفرادها بين حديقة حي السلامة بمقاطعة مولاي رشيد ومقهى بسوق الجملة للخضر والفواكه وجنبات دور آيلة للسقوط، في رحلة إيواء محفوفة بالمخاطر لما يزيد على 20 يوما، فالأم ربيعة أمزين وهي امرأة طاعنة في السن ومعاقة جسديا يتوسط كرسيها المتحرك فضاء الحديقة في وضع مأساوي، تجاورها محتويات بيتها الذي كانت تكتريه قبل أن تطرد منه بحكم قضائي، رفقة ابنها يوسف ذي 14 سنة، الذي يدرس بالقسم السابع إعدادي، فيما يبيت ابنها ياسين البالغ من العمر 22 سنة وهو حاصل على شهادة البكالوريا بمقهى بسوق الجملة للخضر والفواكه. تحكي ربيعة ل التجديد بأن وفاة زوجها وإعاقتها الجسدية على إثر عملية جراحية أجريت لها سنة 2002 لم تكلل بالنجاح، جعلتها عاجزة عن أداء سومة 400 درهم لكراء البيت الذي كانت تقطنه لأزيد من 7 سنوات، وأضافت ربيعة والدموع تملأ عينيها أن ابنها يوسف يسهر على نظافتها بتغيير حفاظاتها لأنها عاجزة تماما عن خدمة نفسها. من جهته أكد ابن موسى، قائد المقاطعة الحضرية للسلامة، والإدريسي، عون السلطة ( المقدم ) لالتجديد، على أن ربيعة ترفض المساعدة التي منحها إياها بعض المحسنين بالمنطقة، وتتعلق بأداء سومة كراء بيت للاستقرار به مؤقتا صونا لها ولأبنائها، وأضاف قائد المنطقة بأن العجوز المسنة اشترطت حصولها على وصل كراء من أجل ضمان استقرارها. وأشارت مونا بشوا فاعلة جمعوية وجارة لربيعة أمزين، أن البيت الذي اكتري لها حسب قول الوسيط (السمسار) مؤدى لشهر واحد فقط، في حين أن ما يزعج ربيعة بحسب جارتها هو ضمانات الاستقرار خلال الأشهر الأخرى القادمة، مؤكدة أن السلطات المحلية لم تتعامل معها بجدية في إطار المساعدة الإنسانية لسيدة معاقة، وأشارت مونا بأن السلطات نزعت الخيمة التي نصبت بالحديقة لجارتها لكي تأويها وأبناءها وتقيها قساوة البرد وحر الشمس الحارقة، بدعوى استغلال الملك العمومي.