على إثر وفاة العالم فريد الأنصاري ، بعث "أبو حفص محمد بن عبد الوهاب " المعتقل بالسجن المحلي بوركايز بفاس برسالة تعزية فيما يلي نصها: بكل الأسى والحزن، تلقيت وأنا خلف القضبان،نبأ انتقال شيخنا العلامة فريد الأنصاري إلى ذمة الله، ويعلم الله تعالى مدى ما كنت أكنه للشيخ من محبة، وما أحمله في نفسي له من المودة،ومدى إجلالى لمكانته في العلم والفضل، ومدى استفادتي من علمه وتأليفاته ومقالاته ودروسه،كما لا أنسى دفاعه عني من أول يوم لاعتقالي،وكونه من أول الموقعين على البيان الذي دعا إلى ضرورة الإفراج عني، فجعل الله ذلك في ميزان حسناته،ونفعه عند ربه. وإني بهذه المناسبة الأليمة أتقدم بأحر التعازي لعائلته الكريمة، وللأسرة العلمية النبيلة، ولكافة أفراد الأمة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يعوضهم خيرا مما فقدوا، وأن ينفعهم بعلمه وعطائه،وأن يرزقهم جميل الصبر والسلوان. كما أدعو علماء الأمة إلى الاعتناء بالشيخ، تعريفا ودراسة وتدريسا،وألا يناله ما نال غالب إخوانه المغاربة على مر العصور، من الإهمال وقلة الذكر والاعتناء، فالشيخ مدرسة من مدارس السلوك والفكر والمنهج، ومن تضييع الأمة عدم الاعتناء بهذا التراث العلمي الثري. وختاما أسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته،وأن يغفر له ويرحمه ويعفو عنه، ويكرم نزله،ويوسع مدخله،ويغسله بالماء والثلج والبرد،وأسأل الله تعالى أن يرفع درجته،ويسكنه الفردوس الأعلى، وإنا لله وإنا إليه راجعون،وإن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك شيخنا لمحزونون. كتبه:أبو حفص محمد بن عبد الوهاب رفيقي المدني الفاسي بالسجن المحلي بوركايز بفاس في:02 ذي القعدة 1430 8 نونبر 2009