توفي يوم الخميس 5 نونبر 2009 العالم الكبير الدكتور فريد الأنصاري، حيث كان يخضع للعلاج في مستشفى بتركيا ، وذلك بعد مرض عضال لازمه في الفترة الأخيرة. وتم نقل جثمان المرحوم إلى المغرب يوم السبت 7 نونبر 2009 حيث ستشيع جنازته يوم الأحد 8 نونبر 2009 بمسجد "الروى" ويوارى الثرى في مقبرة الزيتون بمدينة مكناس. وبهذه المناسبة الأليمة والحزينة تتوجه أسرة التجديد إلى الرحمن الرحيم أن يتغمد الفقيد العزيز بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم الله عز وجل عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين ، وأن يلهم أهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان.و إنا لله وإنا إليه راجعون. و قد وجهت حركة التوحيد والإصلاح تعزية عامة للمسلمين في وفاة الفقيد الذي مات عن عمر يناهز ال49 عاما.وقالت في بيان: "بهذه المناسبة الأليمة والحزينة نتوجه إلى الله العلي القدير سائلين إياه أن يتغمد الفقيد العزيز بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم الله عز وجل عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهمنا جميعا وسائر الأمة الإسلامية وأسرة الفقيد وأهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان، ولا يسعنا إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم". كما بعث جلالة الملك محمد السادس برسالة إلى أسرة الفقيد، عبر من خلالها إلى كافة أهله وذويه، عن عميق التأثر والأسى برحيل فريد الأنصاري، كما أعرب جلالته عن أحر التعازي وصادق المواساة "في هذا الرزء الفادح الذي لاراد لقضاء الله فيه، داعيا الله تعالى أن يلهم أسرة الفقيد جميل الصبر وحسن العزاء". وقال جلالة الملك في هذه البرقية إن رحيل الفقيد إلى دار البقاء "لا يعد خسارة لأسرتكم فقط، وإنما هو خسارة أيضا للمجلس العلمي الأعلى، ولهيئة العلماء الموقرة بمملكتنا الشريفة، نظرا لما كان يتحلى به الفقيد من سعة علم وتفقه في الفكر الإسلامي، ولما خلفه من أبحاث واجتهادات فقهية وأصولية مشهود لها بالقيمة العلمية الكبرى والطابع الرصين والمتنور". وأكد جلالة الملك أن الفقيد كان "معروفا بدماثة الخلق والورع والاستقامة والنزاهة والغيرة الصادقة على الإسلام السني المالكي الوسطي، والوفاء للعرش العلوي المجيد، والإخلاص لثوابت الأمة ومقدساتها. جزاه الله عن ذلك أوفى الجزاء، ولقاه نضرة وسرورا، وعوضكم عن فقدانه حسن الثواب والقدوة الصالحة". الأنصاري من مواليد سنة 1960 بالرشيدية (جنوب شرق المغرب)، انخرط في العمل الإسلامي ، ضمن جمعية الدعوة الإسلامية بفاس، التي توحدت مع جمعيات إسلامية أخرى لتكون "رابطة المستقبل الإسلامي"، والتي بدورها توحدت لاحقا مع حركة الإصلاح والتجديد، ليكونا "حركة التوحيد والإصلاح"سنة 1996. في العام 2000 انخرط في سلك الدعوة العامة عبر مؤسسات المجلس العلمي الأعلى والمحلي بمكناس، كما تولى أيضا رئاسة وحدة الفتوى والمجتمع ومقاصد الشريعة لقسم الدراسات العليا بجامعة المولى إسماعيل بمدينة مكناس. فريد الأنصاري حاصل على دكتوراه الدولة في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه، من جامعة الحسن الثاني كلية الآداب بالمحمدية؛ اتجهت مؤلفاته العلمية إلى ترسيخ الدعوة لتأصيل العلم الشرعي وإشاعة "مجالس القرآن" وتدبر "بلاغات الرسالة القرآنية" ، ودعا في كتاباته إلى الانطلاق من القرآن إلى العمران . كان الراحل عضوا مؤسسا لمعهد الدراسات المصطلحية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان محمد بن عبد الله بفاس، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية. كما كان خطيبا بمسجد محمد السادس بمكناس، وله عدد من المؤلفات والدراسات العلمية من أبرزها (التوحيد والوساطة في التربية الدعوية، الجزء الأول والثاني)، و(أبجديات البحث في العلوم الشرعية: محاولة في التأصيل المنهجي)، و(جمالية التدين، كتاب في المقاصد الجمالية للدين). ويمكن لزوار "التجديد" أن يقدموا التعازي في وفاة المفكر والعالم المغربي الجليل عبر نافذة "أضف تعليقك".