وجه محمد الفيزازي، أحد شيوخ السلفية بالمغرب رسالة إلى المسلمين بألمانيا يدعوهم فيها إلى السلم ونبذ العنف، معترفا بأن سنوات السجن سمحت له بتفكير عميق في شأن ما يؤمن به ولست خجلا أن أقول إنني تراجعت عن بعض ما أعتقد به حسب ما كشفته جريدة كشفت دير شبيغل الألمانية. وشدد محمد الضريف، الباحث في شؤون التنظيمات الإسلامية في تصريح لالتجديد على أن ما قاله الفيزازي اليوم ينسجم مع مواقفه بعد اعتقاله، حيث كان قد نفى كل ما نسب إليه خلال محاكمته، وعبر في كلمته الأخيرة أثناء المحاكمة على نبذه للعنف، وأنه مع مؤسسات الدولة، وهذا نفس اتجاه كل الشيوخ الذين اعتقلوا على خلفية نفس الملف بالرغم من أن كتابات بعضهم كانت تسير في اتجاه الجهاد، وهو ما استغلته الأجهزة الأمنية في وصفها لهم كشيوخ للسلفية الجهادية دون أن تتأكد من علاقة هذه الأدبيات على أرض الواقع. وفي موضوع ذي صلة، قالت بعض مصادر مقربة من بعض المعتقلين بسجن فاس، إن الإدارة العامة للسجون وافقت على تقسيم المعتقلين على خلفية الإرهاب على جناحين، وذلك بعد تصاعد الجدل بينهم حول ضرورة فتح الدولة للحوار مع المعتقلين بين رافض وموافق عليه، وأكد ضريف في هذا الإطار على أن أغلب المعتقلين هم مع الحوار، ورفض البعض لهذه الخطوة ليس إلا رد فعل على تسلط السلطات، إلا القلة القليلة التي بررت منذ البداية دعوتها للعنف وهي معروفة للسلطات أيضا، مضيفا أن تصرف المندوبية ليس مؤشرا على رغبة السلطة في الحوارفي الوقت الحالي، وأن ذلك يدخل في صميم عمل المندوبية. من جهة أخرى، أكد الأستاذ ضريف على أن قبول الحوار هو قرار سياسي يمكن أن يتخذ على أعلى المستويات، ويمكن مباشرته من طرف شخصيات سياسية وأمنية إلا أن هذا الأمر مستبعد حاليا، وهذا واضح من خلال تعامل الدولة مع هذه الملفات، حيث تحتمي وراء الأحكام القضائية التي أدانت هؤلاء.