عبر مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح عن قلقه من استمرار الارتباك في السياسات اللغوية المعتمدة، وتزايد المحاولات التي تسعى إلى الإجهاز عما تبقى من حضور للغة العربية في الحياة العامة والإعلام والتعليم، وفيما يلي نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم بيان مجلس الشورى انعقد مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح في دورته العادية الرابعة بالمقر الجهوي بالدار البيضاء يومي 27 و 28 شوال 1430ه الموافق ل 17 و18 أكتوبر 2009م تحت شعار الحديث النبوي الشريف: عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها. و بعد الاستماع إلى الكلمة التوجيهية للأخ رئيس الحركة التي تضمنت عرضا عاما للانجازات التي ميزت أداء الحركة و التوجهات العامة لعملها خلال المرحلة القادمة ،وبعد عرض مركز للتقريرين الأدبي والمالي انتقل المجلس وفي إطار الاختصاصات المخول إليه إلى مناقشة مضامين الكلمة التوجيهية ، وتقييم أداء الحركة خلال السنة الماضية و تدارس التقريرين الأدبي والمالي في جو من الأخوة والجدية، ثم صادق المجلس بعد ذلك على برنامج العمل والميزانية السنوية للسنة الدعوية 2009 2010 م. وبهذه المناسبة بين المجلس ما يلي : أولا : يجدد مجلس الشورى تأكيده على التزام الحركة بثوابت البلاد ومقوماتها الأساسية وهي الإسلام والوحدة الوطنية شعبا وأرضا والملكية الدستورية القائمة على إمارة المؤمنين ، كما يسجل المجلس بإيجابية بعض التقدم الذي عرفته قضية الوحدة الترابية وضرورة تعزيز الدينامية التي أحدثتها مبادرة المغرب الخاصة بالحكم الذاتي. ثانيا : يدعو المجلس أعضاء الحركة وغيرهم إلى مواصلة الالتزام بمنهج الوسطية والاعتدال في الإسهام في جهود الإصلاح والتنمية والبناء في تكامل فعال وتعاون مثمر مع مختلف الفاعلين في المجالات الدينية والاجتماعية والسياسية، من أجل بناء الإنسان الصالح المصلح وتحصين البلاد من الانزلاقات نحو الغلو والتشدد أو الانحلال واللادينية ، وهى مهمة لا يمكن أن يقوم بها طرف واحد بمفرده سواء كان رسميا أو أهليا. ثالثا : يدعو المجلس إلى تفعيل المقاربة التصالحية لمعالجة ملف المعتقلين في إطار ما عرف بالسلفية من خلال حوار جاد ومنتج باعتبار ذلك جزءا من المقاربة الشمولية المندمجة وعدم الاقتصار على المقاربة الأمنية لوحدها. كما يجدد المجلس تضامنه مع المعتقلين الستة نظرا لما شاب محاكمتهم من تجاوزات وما تلا ذلك من أحكام قاسية. رابعا : يعبر المجلس عن قلقه من استمرار الارتباك في السياسات اللغوية المعتمدة، وتزايد المحاولات التي تسعى إلى الإجهاز عما تبقى من حضور للغة العربية في الحياة العامة والإعلام والتعليم، وإذ يؤكد المجلس أهمية التمكن من مختلف اللغات الأجنبية، فإن ذلك ينبغي أن لا يكون على حساب اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن واللغة الرسمية للبلاد . خامسا: بعد استعراض المجلس لمختلف المتغيرات الدولية، يؤكد المجلس على ما يلي : أمام التهديدات والمخاطر المحدقة بالقدس سكانا ومقدسات ومآثر تاريخية ، وأمام التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك يوجه مجلس الشورى تحية إكبار وتقدير لإخواننا المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى وفي أكنافه ، كما ينوه بما تقوم به كل الجهات الداعمة لصمودهم ومنها وكالة بيت مال القدس وينوه خاصة بمساهمة المغاربة المعتبرة في تمويل المشاريع التي تساعد المقدسيين على الصمود ضد تهويد المدينة وإفراغها من أهلها الشرعيين،و يدعو إلى مضاعفة الجهود من أجل صد العدوان ودعم المرابطين المقدسيين بكل وسائل الدعم الممكنة. يعتبر إعادة طرح التقرير حول جرائم الكيان لصهيوني الغاصب على مجلس حقوق الإنسان واعتماده مؤخرا خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة .وإذ يستنكر استمرار الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، يدعو مختلف الفصائل الفلسطينية إلى كلمة سواء على قاعدة برنامج موحد أساسه المحافظة على حق المقاومة و عدم التفريط في حقوق الشعب الفلسطيني . يستنكر المجلس بألم وحسرة الفتن المشتعلة في كثير من البلاد الإسلامية ومن ذلك ما يجري في الصومال والعراق وباكستان واليمن والسودان وغيرها من البلدان وما يترتب عليها من إزهاق الأرواح واستباحة للدماء ويدعو إلى وحدة الكلمة وتوحيد الصفوف وتوجيه الجهود إلى ما يوفر للشعوب الإسلامية أسباب الاستقرار والرقي والأمن، كما يدعو علماء الأمة وكل الأطراف المعنية للتدخل من أجل إصلاح ذات البين .كما يطالب المجلس بإخراج القوات الأجنبية من أفغانستان والعراق. الرباط في 28 شوال 1430 ه لموافق ل 17 أكتوبر 2009 م منسق مجس الشوري الإمضاء: عبد الرحيم الشيخي