صنف موقع غوغل العالمي، في نافذته الخاصة باتجاهات البحث العالمية هذا الشهر، المغرب في الرتبة الرابعة عالميا ضمن الدول الأكثر بحثا عن الإسلام بالحرف اللاتيني، بعد أندونيسيا وماليزيا وباكستان، متفوقا على الإمارات العربية المتحدة التي احتلت المركز الخامس، متبوعة بمصر وتركيا، وذلك بالرغم من التفاوت الديموغرافي الكبير بين المغرب وأندنوسيا وماليزيا. وفي المقابل كشف الموقع نفسه أن المغاربة احتلوا المرتبة الخامسة في البحث عن الجنس باللاتينية عبر جوجل، وأن الرباط تحتل الرتبة الأولى من حيث المدن المغربية التي يستهلك سكانها الجنس عبر الأنترنت، وهو ما يفسره البعض بتفضيل الكثيرين استغلال فضاءات العمل الإداري وحواسيبها للبحث في هذا الموضوع. وكان مثيرا أن كشف محرك البحث جوجل أن شهر رمضان يعرف انخفاضا شبه كلي للبحث عن الجنس في الانترنت، مبرزا أن هذه الظاهرة مستقرة طيلة السنوات الخمس الماضية، مما يكشف أثرا جليا للصوم في تقليص الطلب على الجنس عبر الأنترنت. وجاء المغرب في الرتبة الخامسة حسب مؤشرات البحث عن الإسلام بالحرف العربي بعد كل من اليمن وعمان والعربية السعودية وليبيا، ومتقدما على كل من سوريا والسودان والجزائر وباكستان والجزائر وفلسطين والكويت. وبخصوص المدن تصدرت جاكرتا من أندونسيا ترتيب المدن الأكثر بحثا عن الإسلام في غوغل متبوعة بكوالالمبور بماليزيا والرباط والدار البيضاء بالمغرب وأنقرة بتركيا، وذلك بالحرف اللاتيني، و عن البحث بالحرف العربي جاءت الرباط والدار البيضاء في الرتبة الثامنة. وترتفع مؤشرات البحث عن الإسلام ببعض الأحداث المرتبطة به، مثل الفيلم الهولندي المسيء للإسلام خلال مارس من السنة الماضية، أو ماي من سنة 2007 مع هجوم الجيش اللبناني على جماعة فتح الإسلام، أو شتنبر 2006 التي ارتبطت بدفاع البابا من موقفه من الإسلام ونونبر 2006 بدعوة البابا تصحيح العلاقة مع الإسلام. وأشارت البيانات أن ارتفاع وتيرة البحث يكون خلال الشهر التي يصادف شهر رمضان. وفي تعليقه على هذه المعطيات، قال لحسن كنزل، عضو المجلس العلمي الأعلى، إن ترتيب المغرب المتقدم من حيث البحث عن الإسلام مسألة عادية، على اعتبار أن المغرب بلد مسلم، وتعلق المغرب بالإسلام ليس وليد اليوم، إذ إن التاريخ يشهد على هذا الارتباط، بالإضافة إلى ارتباط الشعب بالتعاليم الدينية. أما بخصوص التناقض بين البحث عن الاسلام والبحث عن الجنس وسط فهو يعكس طبيعة التفاوت بين الشرائح المجتمعية في المغرب. واعتبر كنزل في تصريح لالتجديد أن هذه المعطيات طبيعية وهي تأكيد للواقع، وبأن المغاربة متشبثون بدينهم. وأكد كنزل أن المسجد يبقى أهم مصدر للمعلومات الدينية، وهذا ما يلاحظ في خطب الجمعة، إذ تمتلئ المساجد عن آخرها، معتبرا أن المغاربة مرتبطون بالمساجد كأحد روافد المعلومة الدينية، وهو ما يفسر تقدمه على الأنترنيت.