صنف تقرير الأممالمتحدة حول جاهزية دول العالم لتطبيق الحكومة الإلكترونية والذي نشر نهاية الشهر الماضي، المغرب ضمن الدول المتخلفة في هذا المجال، حيث جاء في المرتبة 138 من أصل 182 دولة شملها التقرير. و صنف المغرب بعد جل الدول المغاربية كليبيا التي احتلت الرتبة 120، والجزائر في الرتبة 121 ثم تونس في المرتبة 124 عالميا. أما الدول العربية الأخرى فقد احتلت مراتب جد متقدمة، فقد تقدمتها الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 32 عالميا، متبوعة بالبحرين في الرتبة 42، ثم الأردن في المرتبة 50 ومصر في الرتبة 79، وتبوأت جنوب إفريقيا المرتبة الأولى بين البلدان الإفريقية، حيث احتلت الرتبة 61. وكالعادة احتلت الدول الاسكندنافية المراتب الثلاث الأولى في تقرير الأممالمتحدة، حيث احتلت السويد والدانمارك والنرويج الصدارة عالميا فيما يخص مؤشر الحكومة الإلكترونية. وحسب معدي التقرير الأممي، فإن الكثير من دول العالم يجب عليها تأهيل إدارتها العمومية وجعلها أكثر شفافية، فلا يتعلق الأمر بإدخال التكنولوجيا فقط بل بتشجيع استخدامها في مسلسل التنمية، وهو ما يشير بأصابع الاتهام إلى الأرقام التي يصدرها المغرب حول عدد مستخدمي الأنترنيت أو عدد المنخرطين في الأنترنيت ذي الصبيب العالي، دون معرفة فيما تستخدم هذه التكنولوجيا وما هو تأثيرها على تنمية المملكة. واعتمد التقرير الأممي في تصنيفه على بحث شامل للمواقع الإلكترونية الحكومية لمختلف دول العالم، وما وصلت إليه تكنولوجيا المعلوميات في البلدان التي شملها التقرير، إضافة إلى الموارد البشرية المتخصصة في الإدارة الإلكترونية. وخلص التقرير إلى تقييم التفاعل بين الحكومات وشعوبها عبر الانترنيت، وهي إحدى نقط الضعف القوية التي جعلت المغرب يقبع في ذيل الترتيب العالمي للإدارة الالكترونية. كما أبرز التقرير سيطرة اللغات الأجنبية على المحلية فيما يخص الإدارة الإلكترونية، حيث لوحظ أن معلومات مواقع الحكومة الالكترونية تقدم في كثير من الأحيان باللغة الإنجليزية أو الفرنسية في دول لا تتحدثها، ومن ضمنها المغرب، حيث نجد جل مواقع الوزارات مفرنسة ولا تتخذ اللغة العربية إلا لماما، وحتى الوزارات التي لديها موقع مزدوج عربي فرنسي نجد الموقع العربي متخلفا عن قرينه الفرنسي، فيما يخص المعلومات حيث لا يتم تحيينها في الموقع العربي إلا ناذرا. وهو الأمر الذي لا بد أن يقصي الكثير من المواطنين حسب التقرير الأممي، وبخاصة فيما يتعلق بالحصول على الوظائف أو على معلومات إدارية مهمة... وأشار التقرير إلى مجموعة من المشاكل المعيقة لانتشار التقنية في بعض الدول، من بينها قلة المواقع الإلكترونية المكتوبة باللغات المحلية، في مقابل سيطرة اللغات الأجنبية، إذ إن 75 % من المواقع في العالم تستخدم اللغة الإنجليزية، وكشف نفس التقرير أن اللغة الإنجليزية هي المسيطرة على ثلاثة أرباع مواقع العالم مع أنها اللغة الرئيسية لحوالي 5% فقط من السكان، وهي اللغة الرسمية لثماني دول فقط في العالم (الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا، إيرلندا، كندا، أستراليا، نيوزيلاندا، جنوب إفريقيا والفلبين). والحكومة الإلكترونية حسب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي هي أن تستعمل الهيئات الحكومية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، واستخدامها يهدف إلى رفع مستوى الفاعلية والكفاءة للحكومة ويؤثر على علاقتها بالمواطنين، وتنشأ الحكومة الإلكترونية من خلال أربعة مراحل : تبدأ بتوفير المعلومات على موقع إلكتروني، ثم تيسير الاتصالات المتبادلة بين الجهات، ثم الاتصال المباشر بالعملاء، ثم تطبيق النظم المتكاملة للخدمة والتبادل.