قال عدد من السينمائيين الحاضرين الدورة السابعة لمهرجان الشريط القصير المتوسطي في تصريحات لالتجديد أنه باستثناء شريط أو شريطين فإن أغلب الأفلام التي عرضت كانت متوسطة فنيا، وفي الوقت الذي طرحت الأشرطة الأجنبية والعربية قضايا ذات بعد إنساني وثقافي وفلسفي برؤية فنية متميزة، فإن الملاحظ هو هامشية الأفلام التي بقيت حبيسة هواجس الجسد والجنس، حيث يقتصر الأمر على فيلمين من أصل 14 عرضا لغاية يوم الثلاثاء 13 أكتوبر 2009 في المهرجان، الأول جزائري والثاني إيطالي. وفوجئ عدد من المشاهدين بمستوى جرأة الفيلم الجزائري ذي التمويل الأجنبي قوليلي لمخرجته صابرينة دراوي، والذي عرض ضمن فعاليات اليوم الثاني من المهرجان، حيث كان الفيلم صريحا في معالجته موضوع التحرر من التعاليم الإسلامية وإطلاق العنان للغة الجسد من خلال أحداثه وأحاديثه التي تتم في بيت صغير بين فتاتين صديقتين الأولى محجبة والثانية غير محجبة حيث تعرض مجريات هذا الفيلم القصير حديثا بين صديقتين (أو حديث الذات مع نفسها) الأولى تحاول أن تمتثل لتعاليم الإسلام كالصلاة والاحتشام والأخلاق، والأخرى تسعى لثنيها عن ذلك. وقد عرف الفيلم لقطة تم التعامل فيها بشيء من الازدراء مع القرآن حين أزاحته الصديقة المتحررة بطريقة تهكمية من فراش صديقتها، ولينتهي الفيلم بانصياع الفتاة المحافظة لأفكار الثانية أو لنزواتها الداخلية. أما الشريط الايطالي وداعا حبيبتي للمخرج اميدو بروكوبيو فقد أغرق في مشاهده الجنسية وأحداثه التي تمر أغلبها في ملهى ليلي حيث الرقص الشرقي، و في رسالته الغامضة التي تتأرجح ما بين الشذوذ الجنسي والدعوة إلى إقامة علاقات سوية بين الرجل والمرأة، فالبطل كانت له علاقة مع شاذ جنسي، ثم بعد ذلك يذهب للبحث عن فتاة هي الأخرى كانت على علاقة مع سحاقية، لكنها تبتعد عنها عند حضور البطل. في المقابل عبر بعض المتابعين عن تقديرهم للتوجه الإنساني والواقعي العميق لعدد من الأفلام المشاركة، من قبيل الفيلم المغربي المتميز الفصل الأخير لجيهان البحار، والمرشح للفوز بأحد جوائز المهرجان الثلاث، والذي قدم رؤية متميزة لقصة مريضة على حافة الموت بحسب طبيبها، لكن توقعاته تكون خاطئة، وأيضا الفيلم المغربي التعيين لمخرجه رضوان فضيل، والذي عرض أول أمس الثلاثاء حيث شكل مفاجأة بقصته وأسلوبه الفني المميز، إذ يعالج قصة معاناة معلم يتم تعيينه في منطقة نائية، فضلا عن الفيلم اليوناني إرشادات الذي عالج إشكالية تحويل الإنسان إلى آلة في عالم يموت فيه الإحساس، والفيلم البرتغالي ثلاثة في ثلاثة لمخرجه نونو روتشا يحكي قصة حارس ليلي يقضي وقته في رمي الكرة في ملعب، ويعلي من قيم العلم والتواضع، وقد عرف المهرجان مشاركة أفلام فلسطينية تمثلت أساسا في الفيلم الفلسطيني أنا وعرفات لمخرجه مهدي خليخل والمقرر أن يعرض أمس وليش صابرين لمخرجه مؤيد العيان الذي عرض أول أمس الثلاثاء. وللإشارة فان الدورة السابعة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة انطلقت يوم الاثنين 12 أكتوبر ,2009 وتستمر الدورة التي يشارك فيها 20 بلدا متوسطيا ممثلا ب58 فيلما قصيرا إلى غاية يوم السبت 17 أكتوبر، الذي سيعرف اختتام المهرجان وتوزيع الجوائز على الفائزين. وعلى هامش المسابقة فإن المهرجان يحتوي على بانوراما للأفلام المغربية القصيرة والقافلة السينمائية المتجولة، لكن الدورة تعرف غياب العديد من الفعاليات السينمائية المغربية فضلا عن حضور ضعيف للجمهور، وهو ما أعزاه البعض إلى افتتاح المهرجان في بداية الأسبوع وليس آخره.