أفاد تقرير إعلامي أن تهريب السلع والبضائع يسهم في إنعاش اقتصاد سبتة، وتدر ما لا يقل عن 68 مليون درهم (ستة ملايين يورو سنويا). ويعتبر هذا الدخل مهماً بالنسبة للإقليم الذي لا تزيد مساحته عن ثمانية كيلومترات مربعة، ولا توجد به صناعات ثقيلة ومتوسطة. ووفق المصادر ذاتها، فإن المشكل في سبتة يكمن في أن النشاط التجاري فيها لا يعرف الإنسانية، إذ يرتكز على الحمالات اللواتي لم يعرفن الراحة منذ سنوات. وقد عثر على سيدتين تحت الأكياس التي كانتا تحملانها، ولقيتا مصرعيهما خنقاً نهاية ماي الماضي. وتلقي هيئات مدنية اللوم على السلطات الإسبانية التي سمحت بهذا النمط القاسي من النشاط. وتقوم الحمّالات بنقل سلع مختلفة إلى أسواق شمال المغرب وتدخل نحو 10 آلاف سيدة مغربية إلى سبتة كل يوم. وفي كل صباح تفتح المخازن في سوق سبتة الكبير لتستقبل الحمالات، وقد أعد كل تاجر في السوق كيساً وضع فيه كل ما طلبته زبونته. وتتم المعاملة التجارية بين الحمالة والتاجر بسرعة ثم تعود بعدها بالحمولة إلى الكابوس اليومي، وتنتظر ساعات لتعبر إلى الجانب الآخر. وحسب التقرير ذاته، فإن الحمالات تجدن عناءً كبيراً من أجل أجر زهيد لا يتجاوز خمسة يورو لكل رحلة، إلا أن المحترفات منهن وأكثرهن تحملاً تقوم بأربع رحلات يومياً، الأمر الذي يعتبر شاقاً للغاية، خصوصاً لبعض السيدات اللواتي تجاوزت سنهن ال50 عاماً. وتحافظ الشرطة الإسبانية على انسابية سير العابرين إلى المغرب، ولا تخضع الأكياس المحملة بالبضائع المختلفة للتفتيش. وعادة ما تحوي هذه الأكياس الضخمة أحذية وقمصاناً وحفاضات للأطفال ومساحيق الغسيل، وأحياناً نجد أجهزة إلكترونية مثل الهواتف النقالة والمسجلات الرقمية. ويقول مراقبون إن هذه التجارة التقليدية بين إسبانيا والمغرب تعتبر أمراً طبيعياً في ظل الوضعية القانونية الخاصة لسبتةالمحتلة. وقد سمحت لها هذه الوضعية، شأنها شأن منطقة مليلية التي تحتلها إسبانيا كذلك، بأن تنشئ سوقاً حرة في المنطقتين يتم من خلالها استيراد المنتجات الأوروبية دون ضرائب. وأصبحت مدينة سبتة، التي يقطنها 75 ألف شخص، مركزاً لتجارة البضائع الرخيصة، يتم من خلاله تهريب المنتجات الأوروبية والألبسة المستعملة إلى السوق المغربية الواسعة. ويستغل تجار هذه المهنة، في غياب مراقبة الدولة، حاجة شريحة واسعة من الناس لبيع السلع التي يهربونها. وسلّطت وسائل الإعلام المغربية والإسبانية في الآونة الأخيرة الضوء على مشكلة التهريب على الحدود بين منطقة سبتةالمحتلة من طرف إسبانيا وبقية المدن المغربية. ويتعرض التجارالمهرّبون إلى مضايقات من طرف رجال الأمن في الجانبين، واللافت أن آلاف النساء قد امتهنّ نقل البضائع من سبتة إلى المدن المغربية المجاورة، على الرغم مما يواجهن من متاعب ومشقة. ويستغل التجار الكبار فقر أولئك لجني أرباح طائلة مقابل دراهم معدودة تتقاضاها المهربة أو ما يطلق عليهن محليا اسم الحمالة. وتنتظر النسوة في طابور طويل لا يكاد ينتهي، وعلى أكتافهن أكياس ضخمة يصل وزن الكيس الواحد إلى 70 كيلوغراماً أحياناً.