اعتبرت جريدة الأحداث المغربية استنكار "التجديد" تقرير وزارة التربية الوطنية لرواية محاولة عيش على تلاميذ التسعة إعدادي ردة ظلامية وتضييقا على حرية الإبداع، لكنها لم تناقش أي مستند من المشاهد التي تضمنتها الرواية مما كشف عنه المقال. المشكلة، أن البعض لا يميز بين النص الروائي كنص مقروء، وبين النص الروائي كنص تربوي، إذ لم يعترض مقال التجديد على حق الروائي في أن يكتب سيرته بالشكل الذي كتب به الروائي محمد زفزاف رحمه الله، ولكن وجه الاعتراض في أن يكون هذا النص المشحون بقيم تخالف قيم المنظومة التربوية، نصا مقررا على الناشئة التربوية تستلهم منه القيم والنماذج التربوية. فالناشئة التربوية تتملى بالإبداع، لكنها في نفس الوقت تستلهم القيم المتضمنة فيه، وهنا مكمن الخطورة. ولو كان كاتب من صميم الأحداث يبصر الفرق بين المجالين لما حشر قضية الإبداع في الموضوع، فالإبداع شيء، وما يقرر على الناشئة شيء آخر، وليس كل إبداع صالحا للتداول التربوي، وإلا للزم ذلك أن تحذف القيم من المنظومة التربوية، وألا يكون لمرصد القيم الذي أقره الميثاق أي جدوى، ما دام البعض يعتقد أن كل نص روائي يمكن أن يكون نصا تربويا بمجرد الصفة الإبداعية.