يتصدر المصحف الشريف مبيعات الكتب خلال شهر رمضان الكريم، بنسبة 50 في المائة من مجموع مبيعات الكتب الدينية، وهو معدل لا يتحقق في أي شهر من أشهر السنة بحسب المهنيين بحي المكتبات في منطقة الحبوس بالدارالبيضاء، الذي توجد فيه أهم المكتبات ودور النشر المغربية والعربية. هذا، وتشهد المصاحف بأحجامها المختلفة رواجا كبيرا، خاصة ذات الحجم الكبير، والمعروفة بمصاحف التهجد، التي تستخدم أثناء قيام الليل وصلاة التراويح. كما تزيد مبيعات المصاحف ذات الحجم الصغير لإقبال الناس على القراءة فيها في المواصلات العامة. وأكد مدير دار السلف الصالح بالدارالبيضاء ل التجديد أنه خلافا للتأثير السلبي الذي خلفه تزامن شهر رمضان مع الموسم الدراسي، على حركة مبيعات الكتب بمختلف أنواعها، فإن حركة مبيعات المصاحف تبقى ثابتة في كل عام بالمقارنة مع حجم المبيعات طوال السنة، وقدر موظف الدار، مبيعات المصاحف ما بين 20 إلى 30 مصحفا، بما يعني أن مبيعاتها طيلة شهر رمضان تصل إلى أزيد من 3000 مصحف. وقد تزاد بحسب اقتناء المحسنين لأعداد كبيرة منها (قد تصل إلى 100 قرآن في اليوم) وجعلها وقفا في المساجد، كما يتم تقديمها في الغالب بصفتها هدايا. وأشار مدير دار السلف الصالح أن طباعة المصحف تتم بكل من بيروت ومصر، وبنسب قليلة جدا داخل المغرب، في الوقت الذي أصبحت فيه الدار انطلاقا من هذه السنة، هي الموزع الوحيد لمصحفين شريفين بروايتي الإمامين البزي وقنبل عن ابن كثير المكي، الذين أصدرتهما دار القراءات بألمانيا. ومن جهة أخرى أكد مدير دار السلف الصالح، أن الإقبال أيضا يزداد خلال شهر رمضان على الأقراص المدمجة لتسجيلات أشهر قراء القرآن الكريم. مشيرا إلى أن هناك أيضا كتبا دينية خاصة بالأدعية والاستغفار..تزدهر كثيرا في رمضان، إذ تتجاوز مبيعاتها التوقع، وذلك لرخص ثمنها وصغر حجمها. ومن جهته أوضح محمد عبد الهادي العتماوي المدير التجاري لمركز التراث الثقافي المغربي للطباعة والنشر والتوزيع بالدارالبيضاء، أن الإقبال على شراء الكتب الدينية يرتبط في العادة بشهر رمضان، ذلك أن حجم مبيعاتها يزداد خلال هذا الشهر بنسبة تصل إلى حوالي 50 في المائة، مشيرا إلى أن مبيعات الكتب الدينية في رمضان هذه السنة يعرف انتعاشة محدودة وسط مزاحمة من الكتب المدرسية، بحكم تزامن شهر الصيام مع الدخول المدرسي. وتوقع صاحب دار الرسالة محمد الخطاب أن تزامن شهر رمضان مع العطلة السنوية في العام المقبل، سيكون في نظره دافعا قويا لتوجه الكثيرين للقراءة، معللا ذلك بتوقف الطلاب والمدرسين وبعض الموظفين عن العمل خلال هذا الشهر، وهذا يساعدهم على قضاء وقت فراغهم في قراءة الكتب، على عكس الأعوام الماضية. وهو ما يعني أن مبيعات الكتب الدينية ستكون أعلى من السنوات الماضية بحسب توقعات دور النشر. وتشهد المكتبات خلال هذه الأيام إقبالا على بعض الكتب الدينية المتنوعة، من كتب التفاسير، والحديث، والفقه والأحكام الشرعية..، وإن كان غالبية أصحاب المكتبات يتحفظون عن كشف حجم مبيعاتهم وأرباحهم من الكتب الدينية، فإنهم يعترفون بأنهم يحققون خلال رمضان ما لا يحققونه خلال بقية الشهور من العمل. ومن جهة أخرى، أرجع بعض رواد المكتبات الذين التقتهم التجديد، إقبالهم على شراء الكتب الدينية خلال رمضان، إلى وجود متسع من الوقت يوفره الشهر، بالإضافة إلى الرغبة في الانسجام مع طبيعته الروحانية...