أكد بوعزة الخراطي رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك أن مسؤولية مواجة ارتفاع الأسعار خلال الفترة التي تسبق رمضان يتحملها بعض التجار الذين يستغلون الفرصة من أجل الربح السريع، فضلا عن مسؤولية المستهلك، على اعتبار أن هناك ثقافة سائدة مفادها اقتناء المواد بكثرة في ظرف زمني قصير، وأنه خلال رمضان سيعرف السوق خصاصا، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على العرض. وأكد المصدر ذاته في تصريح لالتجديد ضرورة أن تسهر أجهزة المراقبة على تفعيل آليات المراقبة طيلة السنة وليس الاقتصار على شهر رمضان. وبخصوص التموين هناك احتكار لبعض المواد من لدن بعض التجار أو المقاولات، ولكن نسبة هذه الظاهرة عرفت تقلصا خلال السنة الحالية، بالإضافة إلى مشكل التوزيع، فبدل أن يكون التوزيع خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق رمضان، هناك انتظار آخر فترة، مما يثير مشكلا في التوزيع وليس في التموين، حسب الخراطي. من جهتها أكدت المندوبية السامية لل تخطيط أن تكلفة المعيشة، خلال شهر يوليوز ,2009 عرفت ارتفاعا طفيفا ب 0,1% بالمقارنة مع الشهر السابق. وقد نتج هذا الارتفاع عن استقرار أسعار المواد الغذائية وارتفاع أسعار المواد غير الغذائية. وهمت الارتفاعات المسجلة ما بين شهري يونيو ويوليوز من السنة الحالية، على الخصوص، السمك الطري ب 4,6% واللحوم ب 2%. وعلى العكس من ذلك انخفضت أثمان الخضر الطرية ب5,3% والفواكه الطازجة ب4,1%والقطاني ب1,1%. ويؤكد مهنيو السوق أن أسعار الخضر بمختلف أصنافها عرفت ارتفاعا خلال الأيام القليلة الماضية، بالإضافة إلى احتمال بقاء أسعار التمور مرتفعة في أولى أيام رمضان، خصوصا المنتوج المغربي، على اعتبار أنه في بداية النضج، وهو ما يفسر قلة هذه المادة مقابل ارتفاع نسبة المستوردة من الخارج. ويرى محللون أن تزامن رمضان ونهاية العطلة الصيفية والدخول المدرسي يؤثر على دخل الأسر المغربية، خصوصا ذات الدخل المحدود. لاسيما أن 60 في المائة من الأسر تتوفر على دخل لا يتعدى4227 درهما شهريا، وهو ما يعني أن مليونا و400 ألف أسرة لا يتعدى دخلها هذا السقف. وعلى مستوى المدن، مازالت كلفة المعيشة مرتفعة في الرباط والدار البيضاء وتطوان وطنجة، في حين سجلت كل من فاس ومكناس ومراكش ووجدة انخفاضا. من جهتها أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري أنه سيتم تأمين تزويد السوق المحلية بالطماطم واللحوم الحمراء طيلة شهر رمضان المبارك. وذكر بلاغ للوزارة أن الإنتاج المرتقب للطماطم خلال شهري غشت وشتنبر يقدر بحوالي 220 ألف طن (مقابل 160 ألفا خلال رمضان الماضي)، وهو ما سيمكن من تغطية الطلب على هذه المادة خلال هذا الشهر الفضيل. وبالنسبة للحوم الحمراء، أوضح المصدر ذاته أن دراسة الوضعية الحالية تؤكد أن الإنتاج المتوفر خلال شهر رمضان القادم يقدر ب31 ألفا و500 طن، في الوقت الذي يقدر فيه الطلب ب32 ألف طن، مضيفا أن تموين السوق بالمنتوجات الأكثر استهلاكا خصوصا الطماطم واللحوم الحمراء، عرف تقلبات مرتبطة أساسا بالظروف المناخية. وحسب الجودة وأماكن البيع، يضيف البلاغ، لن تعرف أسعار الطماطم خلال شهر رمضان تغيرا ملحوظا ماعدا الأسبوع الأول الذي من المرتقب أن يشهد ارتفاعا هاما للطلب. وأوضحت وزارة الفلاحة، أن الأيام العشرة الأولى من شهر يوليوز الماضي تميزت بارتفاع درجات الحرارة ورياح الشركي، مما سرع من وتيرة نضج المنتوج وأثر على جودته، مشيرا إلى أن منتوج الطماطم تعرض خلال هذا الموسم لانتشار دودة (تيتا ابسوليتا)، التي دخلت المغرب مؤخرا إنطلاقا من منطقة (بوارك) بإقليم الناظور. وفي ما يتعلق بتموين السوق، فقد انخفض العرض من الدجاج والديك الحبشي بحوالي 10 إلى 15 في المائة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى التي تلت موجة الحرارة، وهو ما يعادل 4000 طن من اللحوم أي 11 في المائة من عرض هذا الشهر. وانطلاقا من تاسع غشت الجاري، اتجهت الأثمان تدريجيا نحو الانخفاض وبدأت تعود لمستوياتها المعهودة. وأضاف نفس المصدر أن متوسط الأسعار يترواح إلى غاية اليوم ما بين 14 و14,5 درهم للكيلوغرام الواحد من الدواجن الحية بالضيعات (ما بين 16 و17 درهما بالتقسيط).