دعا البيان الختامي لمؤتمر منظمة التجديد الطلابي، الذي اختتمت أشغاله أول أمس بجامعة الحسن الأول بسطات، المكونات الطلابية في الجامعة المغربية إلى الاصطفاف في جبهة واحدة من أجل مواجهة المخطط الاستعجالي للتربية والتكوين، تنبني على حوار شفاف ونزيه، من أجل استرجاع الحقوق المكتسبة والشرعية، وللدفاع عن الجامعة كي تبقى فضاء للعلم والحوار، ومن أجل نبذ العنف وكل القيم السلبية، موجها نداء بحوار فصائلي وطني من أجل إعادة بناء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وحل أزمة الحركة الطلابية، وتوحيد الجهود من أجل حركة طلابية شبابية لمواجهة الانتكاسة في المجال السياسي والاجتماعي وحاملة لمشعل المعرفة والإصلاح والنهضة. واستنكر المؤتمر في هذا كل مظاهر الإخلال بالحياء العام في الجامعة، ويناهض السياسات التي تشجع هذا الخيار، ويؤكد استعداده لمناهضتها داخل الحرم الجامعي، كما اعتبر تشجيع مظاهر مخلة بالحياء والأخلاق العامة جزء من السياسات المعادية للمرجعية الإسلامية والخادمة لمشاريع تستهدف هوية المجتمع واستقامة طلابه. ودعا المؤتمر إلى معالجة جذرية للأزمة الاجتماعية للطالب المغربي، بالرفع من قيمة المنحة لتعادل الحد الأدنى من الأجر على الأقل، وإعطاء الأولويات للسكن الجامعي والتغذية والنقل والخدمات المكتبية. وحذر البيان الختامي للمؤتمر من التهميش المتصاعد للغة العربية، وطالب بإخراج أكاديمية محمد السادس اللغة العربية، كما دعا إلى دعم هذه اللغة في الإعلام الوطني والفني، وفي التعليم التقني، كما دعا إلى اعتماد سياسة وطنية واضحة لمعالجة أزمة الازدواجية اللغوية وتعريب التعليم العالي مع توفير الإمكانات اللازمة لذلك. من جهة أخرى، أدان المؤتمر ما وصفه البيان الختامي بـالسياسات العدوانية الصهيونية والأمريكية والعربية تجاه الشعب الفلسطيني، وضد كل البلدان والشعوب الإسلامية الأخرى في العراق وأفغانستان والصومال والسودان وفي التشينغ يانغ بالصين، ودعا المؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي وكل القوى السياسية والحقوقية والمدنية في كل بلدان العالم الإسلامي وقوى التحرر إلى التحرك في وجه هذه السياسات والممارسات الاستعمارية البائدة. ونوّه المؤتمر بحركات المقاومة ضد الاستعمار الصهيوني في فلسطين والأمريكي في العراق وأفغانستان، مؤكدا على دعمه المستمر لها وعلى الاستمرار في دعم مقاومة الشعوب بكل الوسائل الممكنة، كما شدد المؤتمر على ضرورة تكاثف الجهود من أجل بناء وعي مقاوم، وفي مناهضة برامج التطبيع والصهينة، ودعا المؤتمر جميع الهيئات والمنظمات الطلابية والشبابية إلى الاصفاف في جبهة واحدة لمقاومة العدوان على الأمة وتحرير الأراضي الإسلامية المغتصبة. وأعلن المؤتمر رفضه لأي خطوة تطبيعية مع الكيان الصهيوني، كما ندد بالدعوة التي تلقاها المغرب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في هذه الاتجاه، ويعتبر أن ذلك طعن في استقلالية الشعوب وقراراتها السيادية، ودعا الشعب المغربي بكل قواه من حركات إسلامية ومجتمع مدني وأحزابا سياسية ونقابات إلى الاستعداد لرفض أي خطوة تطبيعية مع الكيان الصهيوني مهما كانت وعلى أي مستوى. وبخصوص التراجعات السياسية والحقوقية على المستوى الوطني، استنكر المؤتمر ما وصفه بـالتجاوزات والاختلالات والاستهدافات المتزايدة لمسار الانتقال الديمقراطي، واعتبر ما وقع في الانتخابات الجماعية 2009 ردّة سياسية، وأكد المؤتمر أن الانقلاب على الخيار الديمقراطي يستدعي جبهة وطنية للدفاع عن الديمقراطية. واعتبر المؤتمر أن دعم الديمقراطية على المستوى الوطني هل الحل لكشب الصراع حول وحدتنا الترابية، في الوقت الذي ندّد فيه بـالمؤامرات الإقليمية والدولية المناهضة للسيادة المغربية على الصحراء، مشددا على ضرورة القيام بجهد مضاعف، فكريا وثقافيا وحقوقيا واجتماعيا من أجل كسب العقول والقلوب أولا في الداخل، كشرط في الانتصار على خصوم وحدتنا الترابية في الخارج. واستنكر المؤتمر الاستهداف المتزايد لحقوق الإنسان والحريات العامة، محذرا من سيطرة الهاجس الأمني على كل شيء، كما نادى بإيجاد مخرج للمعتقلين الذين ثبتت براءتهم، واعتبر البيان اعتقال قيادات سياسية ورموزا علمية عودة لسنوات الرصاص المقيتة، وأكد المؤتمر على براءة الأخ محمد ليمام، عضو منظمة التجديد الطلابي بأكادير، مشددا على احترام قرينة البراءة وعلى تمتيعه بمحاكمة عادلة.