كشف تقرير ل منظمة التجديد الطلابي ، النقاب على وضع الفساد القيمي والأخلاقي في المؤسسات الجامعية المغربية وداخل الأحياء الجامعية، مؤكدا أن حادثة وفاة الطالبة سناء هدي بأكادير وحادثة الحكم على أستاذ جامعي بالدار البيضاء بستة أشهر نافذة بتهمة الخيانة الزوجية التي تمت مع طالبة، لا يعتبر سوى شجرة تغطي خلفها غابة. ودعا محسن مفيدي رئيس منظمة التجديد الطلابي ندوة صحفية نظمتها يوم الأحد 1 نونبر 2009 بالرباط، إلى إجراء تحقيق جاد ومسؤول من قبل الصحافة الوطنية والجهات المسؤولة لكشف أوضاع الفساد، ووضعية الأحياء الجامعية المزرية. وأكد محسن مفيدي أن الجامعة المغربية تعاني من مجموعة من الإكراهات خلال الدخول الجامعي الحالي الذي تميز بإنزال المخطط الاستعجالي، الذي يعد إعلانا رسميا لفشل الإصلاح، والذي تميز بمزيد من الارتجالية والضبابية، واستنكر مفيدي إثقال ميزانية الدولة بديون خارجية باهضة لتمويل مخطط استعجالي ارتجالي، مؤكدا مطالبة منظمة التجديد الطلابي بفتح حوار حول سبل انجاز اصلاح جامعي حقيقي. وكشف مفيدي النقاب عن الأوضاع المزرية التي وصلت إليها الوضعية الاجتماعية للطالب، في ظل جمود مبلغ المنحة، عكس توجه دول مجاورة ضاعفت منها، مضيفا أن الاستثمار الحقيقي يجب أن يكون في البحث العلمي وتمكين الطلاب من الإمكانات المادية والبيداغوجية، واعتبر مفيدي أن مؤشري جمود المنحة في مقابل حركية كل شيء بما في ذلك الأسعار، ومؤشر وضعية الأحياء الجامعية المزرية تؤكد المستوى الذي بلغته وضعية الطلاب الاجتماعية. من جهة أخرى كشف التقرير الذي عرضه المسؤول النقابي للمنظمة رشيد العدوني عن مؤشرات تؤكد استهداف الجامعة المغربية، على رأسها استفحال ظاهرة التحرش والرشوة الجنسية في الوسط الجامعي الذي أدى إلى مقتل الطالبة سناء حدي بجامعة بابن زهر بأكادير، وانتشار الرشوة والمحسوبية والزبونية في الانتقاء في وحدات التكوين والبحث والدراسات العليا، وارتفاع ظاهرة الرشوة في الجامعة المغربية، وانتشار ظاهرة الغش في الامتحانات من قبل الطلبة على حساب قيم الإبداع والالتزام والمبادرة. وتوقف التقرير عند الأرقام التي كشفت عنها وزارة التربية والتعليم في ندوة صحفية عقدت مؤخرا، والتي أكدت توجه الدولة إلى مهننة الجامعة والقضاء على بعدها البحثي والتكويني والفكري في عدة مجالات. وبعد التأشير على مميزات الدخول الجامعي التي أجملها التقرير في الأوضاع الاجتماعية للطلاب والاستهداف القيمي والأخلاقي، وسوء التدبير والتسيير، والاختلالات البيداغوجية، أكد التقرير على مطالبة المنظمة بتحسبن وضعية الطلاب الاجتماعية، ورفض مقاربة المخطط الاستعجالي، ورفض كل مظاهر الاستهتار بقيم البحث العلمي وتعزيز قيم النزاهة والاجتهاد والحرية والاستقامة في الجامعة. كما طالبت المنظمة بتعزيز تمثيلية الطلبة وتفعيلها في أجهزة التسيير والتدبير الجامعية والاعتراف بالمكونات الطلابية من أجل دمقرطة هذه الأجهزية، وباحترام العمل النقابي والتأطير الثقافي بالفضاءات الجامعية واحترام الحقوق والحريات وإلغاء الدورية الثلاثية. ويأتي تنظيم الندوة الصحفية لتقديم تقرير الدخول الجامعي بعد الدورة الأولى للمجلس الوطني التي حملت إسم دورة الأقصى والتي ناقشت مجموعة من القضايا على رأسها تقييم أوضاع الجامعة المغربية، والوقوف عند البرنامج النضالي والثقافي للمنظمة وفق أولوياتها المرحلية. وهي الدورة التي اعتبرها مجموعة من قيادات المنظمة منعرجا جديدا في تاريخها، باعتبارها تأتي بعد المؤتمر الوطني الثالث الذي نظم في مدينة سطات في يوليوز الماضي، وباعتبار التحديات التي سطرتها وسياقات الدورة التي تأتي في إطار تنزيل المخطط الاستعجالي والتحولات التي تعرفها الساحة الجامعية.