تعقد منظمة التجديد الطلابي يوم الجمعة 24 يوليوز 2009 بجامعة الحسن الأول بمدينة سطات مؤتمرها الثالث، بحضور أزيد من 200 مؤتمرا ومؤتمرة، لتجديد هياكلها الوطنية، ومناقشة مجموعة من مشاريع الأوراق التي ستقدم للمؤتمر. واعتبر مصطفى الفرجاني، رئيس منظمة التجديد الطلابي، أن المؤتمر الثالث للمنظمة الذي ينعقد تحت شعار جامعة وطنية قائدة لمشروع النهضة والإصلاح ستخيم عليه العديد من القضايا التي تفرضها السياقات الحالية، السياسية والجامعية والطلابية، حيث يتم التداول بشأنها واتخاذ القرارات الملائمة في أشكال التعاطي معها وفق مستوى المستجدات الحالية، وأضاف الفرجاني، في تصريح لـ التجديد، أن هذه السياقات تتمثل بالأساس في ظرفية انعقاد المؤتمر التي تأتي بعد الانتخابات الجماعية الأخيرة، وفي ظل الانتخابات المهنية، وما عرفته من ردة سياسية على مجموعة من المكتسبات، ومن اختلالات على مستوى التدبير وتنامي ظاهرة العبث في المشهد السياسي المغربي، والذي يؤثر، حسب الفرجاني، على السياسات العمومية في مجال التعليم، وعلى آداء الشباب ومساهمتهم ومشاركتهم وانخراطهم في الشأن السياسي، وهو ما يتطلب، يضيف الفرجاني، من القوى الطلابية مواجهة الاختلالات التي ليس من شأنها سوى تكريس عزوف الشباب عن الممارسة السياسية. وفي سياق حديثه عن السياق الطلابي والجامعي، أكد الفرجاني أن المؤتمر ينعقد في ظل انطلاق ما سمي بالمخطط الاستعجالي، الذي أشرت الدولة من خلالها على فشل الإصلاح، وتعتبر هذه المحطة مناسبة لتقييم هذا المسار، وإعطاء مواقف جديدة بخصوصه، وإطلاق مبادرات من أجل الحد من آثار فشل الإصلاح الجامعي، وأضاف الفرجاني أن المستوى الاجتماعي للطلاب وحرمان الطلبة من عدد من الخدمات الاجتماعية كالسكن والصحة والنقل يتطلب من المنظمة كقوة طلابية التفاعل مع هذا الواقع الكارثي والبئيس والذي لم تقدم لحد الساعة بشأنه برامج يمكن أن تعبر برامج منقذة وذات مردودية على مستوى الخدمات المقدمة للطلاب. وأضاف الفرجاني أن هذه القضايا ستجد لها صدى في الأوراق المزمع تقديمها ومناقشتها في المؤتمر، كالبيان الختامي الذي يحمل في طياته توصيفا للواقع السياسي وآثاره على السياسات التعليمية، والورقة العلمية التي ترسم موقع ودور البحث العلمي في أجندة المنظمة، وأوراق أخرى، تثمن بها رؤى منظمة التجديد الطلابي في مختلف المجالات التي تشتغل فيها. من جانبه اعتبر القيادي في المنظمة محمد البراهمي، أن المؤتمر هو محطة من محطات التقييم والتقويم في مسار وتصورات المنظمة ومنهجها وأفكارها، بالإضافة إلى الدور الأساسي في تجديد القيادات والهياكل، وأضاف البراهمي أن المؤتمر الذي تعقده المنظمة سيعطي نفسا جديدا لعملها داخل الجامعة، وترسيخ تصورات ومنهج المنظمة في الاشتغال بالوظائف والانفتاح على الواقع الشبابي والواقع الاجتماعي الذي تعيش فيه المنظمة في تكريس لمنهجها الذي اعتمدته خلال المراحل السابقة. وأكد البراهمي أن المؤتمر ، بالإضافة إلى النظر فيما سبق، وترسيخ المكتسبات التي راكمتها المنظمة في اشتغالها طيلة السنوات السابقة، سيعمل على استكمال صياغة التصورات التي رسمتها المنظمة، خاصة في بعض المجالات المرتبطة بالوظيفة العلمية والوظيفة الثقافية، بالإضافة إلى تثبيت المكتسبات التي راكمتها المنظمة خاصة في الجانب الدعوي والجانب النضالي النقابي وأضاف البراهمي، أن المؤتمر سيناقش إلى جانب هذه القضايا مواضيع تتعلق بالشأن السياسي والانتقال الديمقراطي، والشعارات التي رفعت في المرحلة السابقة، والذي ينعكس على الشباب، إذ لا يمكن فصل المنظمة عن التطورات السياسية والاجتماعية. وفي معرض حديثه عن الإصلاح الجامعي اعتبر البراهمي أن المؤتمر يأتي في سياق الفشل الذريع للمخطط الاستعجالي، مستغربا أن يتم حل مشاكل التعليم بمخطط استعجالي، وهو مجال يحتاج ، حسب البراهمي، إلى التخطيط الاستراتيجي، والتفكير الجماعي من أجل إيجاد خطط واضحة لطي صفحة الإصلاحات من أجل الإصلاحات، معتبرا أن المخطط الاستعجالي ولد فاشلا باعتباره يعتمد على جوانب تدبيرية أكثر من طرح القضايا الأساسية للتعليم. وعلى المستوى الداخلي ركز البراهمي على دور المؤتمر كمحطة للتربية على قيم الديمقراطية والشورى والتعاون، باعتبارها قيم ستساعد مكونات المنظمة وفروعها وأعضائها وهياكلها على تنزيل جيد للتصورات وتمثل مبادئ المنظمة، وتنزيل برامجها في التدافع القيمي في مجال الاشتغال.