أظهرت بعض البيانات أن المجتمع المغربي يعرف منذ الاستقلال تغييرات ديمغرافية وسوسيواقتصادية عميقة، وخاصة إثر انخفاض الخصوبة وارتفاع سن الزواج الأول، وازدياد معدل الحياة، وتمدرس الفتيات، وولوج المرأة إلى سوق الشغل، وتسارع التمدين، وحركات الهجرة الداخلية والدولية، مما أسهم في تغيير دور الأسر وبنياتها، فالأسرة الموسعة المغربية اتجهت نحو نمط الأسر النووية(الأب والأم والأبناء) بشكل متزايد. وتشكل الأسر الموسعة بالمغرب 28 في المائة من مجموع الأسر سنة ,2004 إلا أن تواجدها بالوسط القروي أكثر منه في الوسط الحضري. وتبلغ نسبة الأسر النووية 63,5 في المائة من مجموع الأسر، ونسبة تواجدها أكثر بقليل مقارنة مع الوسط القروي، ويبين توزيع الأسر حسب نوعيتها أن صنف الأسر النووية الكاملة( الأب والأم والأبناء غير متزوجين) هو الأكثر تمثيلية بـ49,5 في المائة من مجموع العائلات مقابل 4,8 في المائة بالنسبة للأسر غير الكاملة (الأب والأم دون الأبناء). أما الأسر ذات المعيل الواحد (الأب أو الأم مع أبناء عازبين) فلا تشكل سوى 8,3 في المائة من مجموع العائلات. وتمثل الأسر التي لا تربط أفرادها علاقة 8,5 في المائة من مجموع الأسر.وتهمين وسط هذا الصنف الأسرة المكونة من شخص واحد بحصة 6,2 في المائة، في حين تمثل تلك المكونة من شخصين أو أكثر 2,4 في المائة، طبقا للمعطيات التي قدمت خلال الورشة التكوينية المنعقدة الجمعة الماضي، بمناسبة الاستعداد لتنظيم المؤتمر العالمي للسكان بمراكش ما بين 27 شتنبر و2 أكتوبر من السنة الجارية.