أظهرت نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة ,2004 التي قدمها المندوب السامي للتخطيط في ندوة صحافية مساء أول أمس بالرباط، تغيرات ديمغرافية غير مسبوقة في المجتمع المغربي، إذ لأول مرة في تاريخ المغرب المعاصر تشهد قاعدة الهرم السكاني ووسطه انخفاضاً في حجمها، مقابل ارتفاع طفيف في قمته، أي في عدد المسنين (60 سنة فما فوق)، وهكذا انخفضت نسبة الأطفال دون 15 سنة إلى 7‚30 % بعدما كانت في سنة 1994 تصل إلى 37 %، وهو انخفاض رافقه انخفاض آخر في الشريحة العمرية المتراوحة بين 15 و20 سنة من 9‚10 % سنة 1994 إلى 6‚10 % سنة .1994 وبالمقابل اتسعت قليلاً فئة المسنين من 1‚7 % إلى 1‚8 %، وكذلك الأمر بالنسبة لفئة السكان النشيطين (من 9‚55 % إلى 2‚61 %)، وقد جعلت هذه التحولات المندوب السامي للتخطيط أحمد الحليمي يخلص إلى أن المغرب دخل في المرحلة الأخيرة من الانتقال الديمغرافي، بما لها من انعكاسات على مجالات التعليم والتدبير الاجتماعي لظاهرة الشيخوخة، خاصة على سوق الشغل. وربط المتحدث نفسه، في الندوة الصحافية المذكورة، بين التغيرات في هرم السكان ومعدل النمو الديمغرافي ونسبة الخصوبة ومعدل سن الزواج، بحيث إن المعدل الأول انخفض من 1‚2 % (1994) إلى 4‚1 % (2004)، وعند النظر في مصدر هذا التراجع نجد أن معدل الخصوبة (هو عدد الأطفال لكل امرأة في سن الإنجاب) قد انخفض اليوم إلى 5‚2 مقابل 3‚3 سنة ,1994 وهو التراجع الذي ظهر أكثر في البوادي بانتقاله في الفترة المذكورة من 3‚4 إلى 1‚3 أما المدن فقد بلغت الحد الأدنى (عتبة) لتجديد الأجيال، أي 1‚2 طفل لكل امرأة. وحتى الخصوبة ذاتها وتراجع معدلها مرتبط بمؤشر آخر هو ارتفاع نسبة العزوبة في المجتمع ومتوسط العمر عند الزواج الأول، فقد انتقلت نسبة النساء اللائي ينهين سن خصوبتهن دون زواج من 2 % سنة 1994 إلى 7 %، وارتفع كذلك معدل العمر عند أول زواج من 8‚25 إلى 3‚26 سنة عند النساء، ومن 30 إلى 1‚31عند الرجال. وفي ما يخص ظروف السكن لدى المغاربة، خلصت النتائج إلى ارتفاع نسبة الأسر المالكة لمساكنها بالمدن من 4‚48 % سنة 1994 إلى 8‚56% سنة ,2004 في مقابل انخفاض نسبة الكراء من 35 % إلى 29 %، على أن 4‚12 % من الأسر المغربية تقطن في شقق بعدما كانت هذه النسبة 5‚10 % في ,1994 وتقلص عدد الأسر القاطنة بدور الصفيح بشكل طفيف من نسبة 2‚9 إلى 2‚8 %، وتبقى 15 % من الأسر المغربية تقطن في سكن غير لائق. ومن جديد إحصاء 2004 أنه رصد واقع اللغات التي يتقنها المغاربة ويتداولونها في حياتهم اليومية، ف34 % من ساكنة الوسط القروي تستعمل اللغة الأمازيغية فيما تنخفض هذه النسبة في الوسط الحضري إلى 21 %، أي ما يعادل في المجموع نسبة 28 % من المغاربة، ويستعمل 79 % من قاطني المدن اللغة العربية فقط، وتنخفض هذه النسبة إلى 66 % في البوادي، أي ما مجموعه 72 %.