أنا شاب مغربي أعاني من مشكلة الشذوذ الجنسي. وإني أعلم أن هذا حرام شرعا، ولكني لا أستطيع حاولت ثم حاولت أن أبتعد عن الشذوذ ولكن بدون جدوى. المرجو من سيادنكم أن تساعدني فأنا وحيد؟ أخي، اللواط ممارسة جنسية منحرفة تتنافى مع طبيعة النفس البشرية ورغباتها الجنسية السوية، وقد وصف الله من يمارسون هذه الممارسات من قوم لوط بقوله تعالى على لسان سيدنا لوط عليه السلام: (أتاتون الذكران من العالمين. وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم. بل أنتم قوم عادون) الشعراء 165ـ 166 إلى قوله تعالى: (إن في ذلك لآية. وما كان أكثرهم مومنين) الشعراء .174 وقد استنبط العلماء من قوله تعالى:(وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم) أن المتعة الجنسية منحصرة في ممارستها بين الزوجين في حدود الفطرة التي فطر وخلق بني آدم عليها. ومن جهة أخرى فالنصوص القرآنية فيها عدد من مواطن الإحكام بهذا الخصوص؛ التي تحدد العلاقة الجنسية السوية للمسلم، حيث قوله تعالى:(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها. وجعل بينكم مودة ورحمة)الروم ,21 وقوله تعالى بيانا للجمع بين المتعة وطلب الذرية:(نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم)البقرة 223 إشارة إلى جواز الإتيان الحلال في القُبُل في كل الوضعيات المُمْكنة، وقوله تعالى:(فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم)البقرة 187 في إشارة أيضا إلى الجمع بين المتعة وطلب الذرية. كما أن المرجعية القرآنية فيها إحكام ووضوح من حيث عدم إجازة الإتيان في الدبر حتى بين الزوج وزوجته، مما يثبت معه بما لا يترك مجالا للشك، أنه بمقتضى ديننا الحنيف، وجب الامتناع عن ما حرم الله، حتى يستقيم الإسلام، ويَكمُل الخير. فالأمر أخي، يحتاج إلى العزيمة والإرادة القويتين للإقلاع عن هذه الممارسة من منطلق مرضاة الله والتوبة إليه، والطمع في ما عنده سبحانه من مغفرة وجزاء موفور للمشمّرين ومن عرف ما قصد، هان عليه ما وجد، وقد بيّن لنا الله عز وجل في قوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم)، أنه غفار رحيم يقبل التوبة عن عباده فهي أخي مجاهدة ليست سهلة ولكنها ليست بعزيزة على من علّق همته بما عند الله تعالى واستعان على ذلك بما يلي: - استدامة الاطراح بين يدي الله اطراح المضطر ودعائه واللجوء إليه، وهو سبحانه يقول: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه}. ـ مداومة الذكر وتلاوة كتاب الله، وشغل كل وقتك بما يرضي الله. ـ الحرص على الرفقة الصالحة المؤمنة. ـ وأدعوك أخي إلى تحصين نفسك بالزواج، فهو كما بيّن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: أغض للبصر وأحصن للفرج. وسنام ذلك كله، تقوى الله عز وجل، فهي المفتاح لكل خير(ومن يتق الله يجعل له مخرجًا). وسؤالك أخي خطوة كبيرة؛ ذات جدوى إن شاء الله، نحو الإقلاع عن هذا السلوك، أسأل الله أن يجعلك من ذوي العزم والبصائر الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.