في الوقت الذي نفت فيه الحكومة على لسان ناطقها الرسمي خالد الناصري أي تراجع في الموقف الأمريكي في ملف الصحراء؛ متهما التحليلات التي قرأت تغير الموقف الأمريكي من مراسلة أوباما للملك محمد السادس بـالسطحية والمهزوزة، كشف موقع المنبر العالمي من واشنطن نقلا عن مصادر دبلوماسية أن إدارة أوباما تجاهلت المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، وأن البيت الأبيض لم يعد يعتبر نفسه ملتزما بالتأييد الذي قدمته إدارة بوش لهذه المبادرة، ونقلت عن مصدر دبلوماسي قوله إن الولاياتالمتحدة لم تعد تدعم أو تؤيد خطة الحكم الذاتي المغربية، وأنها عادت إلى ما قبل موقف بوش، وأنه يمكن أن تكون هناك دولة مستقلة للبوليساريو في الصحراء، وأضاف المصدر بأن السلطات المغربية منذ شهر يونيو الماضي وهي تعيش حالة من القلق الشديد من تراجع موقف الولاياتالمتحدة الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن البيت الأبيض كلف وزارة الخارجية بدعم جهود الأممالمتحدة للوساطة بين المغرب والبوليساريو لطرح كل الخيارات الممكنة لحل مشكلة الصحراء؛ بما في ذلك خيار إقامة دولة للبوليساريو في الصحراء، وأوضح المصدر أن رسالة أوباما التي وجهها إلى الملك محمد السادس عبرت عن هذا التوجه الجديد في سياسة الولاياتالمتحدة بشأن الصحراء الذي ربط ملف الصحراء بدعم المغرب للولايات المتحدةالأمريكية في عملية السلام العربية الإسرائيلية. وكشفت المصادر نفسها أن المبعوث الأميركي كريستوفر روس قد ضغط في زيارته الأخيرة للرباط على المغرب من أجل تقديم تنازلات من جانب واحد، موضحة أن روس حث المغرب على قبول طلب جبهة البوليساريو بتخفيف الإجراءات الأمنية في الصحراء كشرط لاستئناف المفاوضات، وهو ما اعتبرته هذه المصادر انتهاكا لقرار مجلس الأمن الصادر في أبريل 2009 باستئناف إجراء مفاوضات مباشرة وغير مشروطة. وتأتي هذه المعطيات لتعزز الخلاف بين المغرب وجبهة البوليساريو في تفسير رسالة أوباما إلى الملك محمد السادس، ولتثير أكثر من علامة استفهام عن حقيقة التغير في الموقف الأمريكي وحجمه، ومدى صدق الادعاء بعدم وجود تغير في موقف الإدارة الأمريكية في الوقت الذي توجد فيه إمكانية لقراءة مختلفة لهذا الموقف لا تتقاطع بالضرورة مع تفسير جبهة البوليساريو، لاسيما وأن الرئيس الأمريكي لم يشر لا إلى قضية الاستقلال ولا إلى مبادرة الحكم الذاتي وترك الباب مفتوحا أمام الخيارات التي تخرج بها طاولة المفاوضات بين الطرفين.