ثمنت حركة التوحيد والإصلاح النتائج التي حققها حزب العدالة والتنمية في الانتخابية التشريعية الأخيرة، واعتبرتها في رسالة موجهة إلى الأمانة العامة للحزب نتائج تبعث على الاعتزاز. وحملت الحركة في ذات الرسالة قيادة الحزب مسؤولية صيانة هذا الرصيد والمحافظة عليه، وتقديم النموذج الذي يجمع بين النزاهة والفعالية في التدبير الجيد للشأن العام الجماعي. وفيما يلي نص الرسالة: السيد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الأستاذ عبد الإله بن كيران السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الموضوع: تهنئة وبعد، يسعدني أصالة عن نفسي ونيابة عن عموم أعضاء حركة التوحيد والإصلاح أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة لأهنئكم وسائر أعضاء حزب العدالة والتنمية بهذه النتائج الطيبة التي تحققت بفضل الله عز وجل في الانتخابات الجماعية ليوم 12 يونيو 2009م، وهذا التقدم الملموس الذي تبوأتم من خلاله المرتبة الأولى على مستوى المجال الحضري، رغم كل محاولات التشويش والتشويه والضغط التي استعملت لإضعاف الحزب. إن ما حققتموه من نتائج يعتبر فوزا واضحا لخيار الوسطية والاعتدال وتقوية لمنهج المشاركة والانفتاح، وإضعافا لمواقف السلبية وخطاب التيئيس والانتظارية والعزوف، ومساهمة في إفشال محاولات الاستئصال والإقصاء والعزل الذي تسعى إليه بعض الجهات التي لا يخدم مصالحها خيار الإندماج الطبيعي للإسلاميين ومشاركتهم في تدبير شؤون وطنهم. وهي كذلك نتائج تبعث على الاعتزاز لما أبانت عنه من صمود ومقاومة للإفساد الانتخابي مما يساهم في إعادة الاعتبار للسياسة وتعزيز الأمل في استرجاع جموع العازفين إلى صناديق الاقتراع، ومن شأنها كذلك أن تبرهن بالملموس على أن مآل المشاركة في الحياة السياسية لا يكون بالضرورة، كما يردده المقاطعون، هو الاستسلام للواقع والاندثار، بل على العكس من ذلك، فإن ما بذلتموه من جهود قد أعطى الدليل الواضح على استعصائكم على الأمرين معا، واستعصائكم على محاولات الإضعاف والإقصاء. فبغض النظر عن الحسابات حول عدد البلديات التي تترأسونها أو تشاركون في تسييرها، فإنكم في تقديرنا، كسبتم الرهان وقمتم بالواجب. لذلك فإننا نتوجه من خلالكم إلى جميع الفاعلين في الحقل السياسي، وفي المجتمع المدني، سلطة وأحزابا ومؤسسات سياسية وإعلامية ومدنية وغيرها، من أجل أن يتحمل كل من جانبه المسؤولية كاملة في حماية المكتسبات الديمقراطية، وإعادة الاعتبار للحياة السياسية المغربية، وذلك في إطار تغليب المصلحة العليا للوطن، والمساهمة في دعم نعمة الاستقرار والأمن، التي تنعم بها بلادنا، والتعامل الإيجابي مع تجربة اندماج الحركة الإسلامية في الحياة الوطنية. وفي الأخير فإننا في حركة التوحيد والإصلاح على قدر اعتزازنا بكسبكم لرهان المشاركة الفعالة، بقدر أملنا في كسبكم لرهانات المرحلة المقبلة، المتمثلة في إنجاح هذه التجربة الجديدة، وتقديم النموذج الذي يجمع بين النزاهة والفعالية في التدبير الجيد للشأن العام الجماعي. وهو ما يحملكم مسؤوليات أخرى إضافية، من أجل صيانة هذا الرصيد والمحافظة عليه، والعمل على تنمية وتعهد مصادره ومنابعه، وعدم التساهل مع أي حالة من حالات تبديده حتى وإن كانت قليلة أو معزولة. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه خير العباد والبلاد، ودمتم في حفظ الله ورعايته، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. حرر في الرباط بتاريخ: 12 رجب 1430 هـ الموافق لـ 05 يوليوز 2009م محمد الحمداوي/ رئيس حركة التوحيد والإصلاح