عرف محيط مدينة بني ملال تناميا سريعا لفضاءات الترفيه التابعة لمحطات التزود بالوقود. وتضم مدينة بني ملال لوحدها أزيد من خمس فضاءات على الأقل. وبالرغم من توفر المدينة على عين أسردون، وهو واحد من أجمل المنتجعات بجبال الأطلس المتوسط، إلا أنها لا تلبي كل الرغبات، لأنها تفتقد إلى المرافق الخاصة بالترفيه والإطعام، وخاصة المسابح التي أصبحت أمرا ضروريا في مدينة تبلغ درجة حرارتها أحيانا 50 درجة أو أكثر. لذلك، تضطر العديد من الأسر، التي تسمح ميزانيتها طبعا، إلى الفرار من حرارة الصيف الحارقة والبحث عن مكان يضمن مساحات اللعب للأطفال وخدمات للتسلية والإطعام والاستجمام في المسابح نهارا، واعتدال الجو ليلا أمام وجبة عشاء خارج جدران المنازل الحارة، فلا يجدون سوى الفضاءات المعدة من قبل محطات البنزين المحيطة بحزام المدينة. وحسب ما استقته التجديد من عين المكان، فإن بعض الوجبات الغذائية بهذه المحطات يصل ثمنها إلى 120 درهما، كما أن ثمن تذكرة دخول المسبح بالنسبة إلى الطفل الواحد يصل إلى 30 درهما، و40 درهما للكبار، وهي أثمنة طبعا تفوق بكثير القدرة الشرائية للبسطاء من المجتمع الذين تبقى الحديقة اليتيمة على ضفاف ساقية تمكنونت، أو ساحة المسيرة الخضراء وسط ضوضاء الباعة المتجولين الذين زحفوا على كل فراغات المدينة العتيقة، أو المقاهي بالنسبة للرجال الملاذ الوحيد لهم، أو التوجه إلى عين أسردون التي بالرغم من جمالها وتميزها بأشجارها الوارفة ووفرة مياهها الرقراقة، ينعدم فيها مكان للتخييم بالنسبة للزوار من خارج المدينة، كما لا توجد بها مطاعم معتمدة تضمن لهم وجبات نظيفة وبمواصفات تحترم شروط الوقاية والجودة المطلوبين، ولا فضاءات خاصة بالأطفال ولا قاعة للصلاة ولا نقل عمومي للأسر المتعددة الأفراد، ليبقى الزوار سواء منهم المحليين أو الأجانب عرضة لمخاطر منتوج الباعة المتجولين. وبالرغم من الدور الذي تلعبه فضاءات محطات الوقود في الترويح على أنفس بعض الأسر متوسطة الدخل، وسد الفراغ الصارخ الذي تركه المجلس البلدي في توفير أحد أهم بنود الميثاق الجماعي والمتعلق باهتمامه بمرافق حيوية لفائدة مواطني الجماعة، تبقى محطات الوقود بعيدة عن الأكثرية الساحقة من الشعب، نظرا لارتفاع أثمنة خدماتها من جهة، وبعدها عن المدينة وما يتطلب ذلك من وسائل نقل خاصة. حسن البعزاوي