لم يمر على إحداث فضاءات خضراء بمدينة بني ملال سوى أقل من 3سنوات حيث خصصت لها أموال طائلة، وبالخصوص منتجعي تامكنونت وإعادة تهيئة منتجع المدار السياحي لعين آسردون. وبعد أن تنفس السكان الصعداء للحلة الجديدة على مستوى نوعية الأعراس وروعة هيكلة المجالات الخضراء لتناسب الواقع الطبيعي الأصلي، بدأت خلال الأسابيع الأخيرة تتعرض لهجمات شرسة من التدمير و تحولت هذه الفضاءات الجميلة إلى مرتع للمنحرفين والجانحين، وملاذ للمشردين وعلى مرأى ومسمع من المسؤولين، بل أصبحت هذه الفضاءات مفضلة لممارسة كافة السلوكات الشاذة، واستعمال المخدرات بكل أصنافها، الدعارة المكشوفة خاصة تحت جنح الظلام. ناهيك عما تتعرض له أغراس وبحيرة المنتجعات من تخريب، حيث إتلاف الأغراس وكافة المجال الأخضر، وكذا إبادة أسماك البحيرة وإتلاف التجهيزات مثل المرحاض الوحيد والذي تم تكسير بابه وتحول إلى مأوى للدعارة، إضافة إلى إزالة أخشاب الكراسي وتدميرها والإجهاز على حاويات جمع القمامة بحديقة تامكنونت. أما الحديث عن رمي الأزبال، فالمنتجع كاد أن يصبح مطرحا عاما تتناثر فيه قنينات الجعة، وقنينات المشروبات الغازية الفارغة، وكل أنواع الأزبال من مخلفات المأكولات الخفيفة وغيرها. وبالرغم من وجود بئر بهذه الحديقة وتوفر ما يكفي من المياه، فإن هذه الحديقة تعرف ذبولا وموتا بطيئا للأغراس. وإذا كان منتجع عين تمكنونت لا يبعد عن مقر الولاية إلا ببضع أمتار، ولا يحميه سوى مستخدم واحد لا يفي بالمطلوب، ويتم تخريبه شيئا فشيئا، وكذلك منتجع عين أسردون والذي هو الآخر يعرف وتيرة تدمير لايستهان بها لكثرة الوافدين والزوار، وكذا السلوكات العنترية لباعة المأكولات على طول ضفة الساقية، وقلة الحراس واختناق ممرات المرور...فإنه وبالمقابل نجد فضاءات خضراء قد دمرت بالكامل، مثل: حديقة ساحة المسيرة الخضراء، حدائق آيت تسليت قرب مدرسة 11 يناير والتي تحولت إلى مستودع للعربات المجرورة وإسطبل مملوء بالدواب، حديقة قصر جوج بيبان، حديقة القصبة الكبيرة، حديقة العامرية، حديقة المحطة الطرقية، حديقة باب فتوح، ومنتجع عين سيدي بويعقوب. وقد خلف هذا الموضوع الشاذ استياء عميقا لدى كافة الغيورين على المدينة وفضاءاتها الخضراء. وعليه فالمسؤولون، من المجلس البلدي وسلطات أمنية وسلطات محلية مطالبون بالتدخل قبل فوات الأوان لحماية هذه الفضاءات خاصة وقد صرف عليها من المال العام، وهوما لا يستسيغه عقل ولايقبله قلب.