أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس رفض حركته ما جاء في خطاب نتنياهو فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية والتطبيع مع الكيان وعودة اللاجئين، مؤكدًا أن الدولة الفلسطينية التي تحدَّث عنها نتنياهو سجنٌ كبيرٌ لا دولةٌ. ورفض مشعل في خطابه السياسي، الذي ألقاه في دمشق الخميس (25-6) أمام جمع من الدبلوماسيين والمسؤولين، يهودية الكيان الصهيوني التي طالب نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بها؛ لأنها تلغي حق ستة ملايين فلسطيني في العودة، وتعني تهجير أهالي 48 من قراهم وأرضهم، مطالبًا الإدارة الأمريكية بإدراك أن الشعب الفلسطيني لا يشتري الأوهام ولا الوعود. وشدد مشعل على أن قضية فلسطين ليست مجرد حكم أو أجهزة أمنية أو نشيد أو علم، ولكنها وطن وهوية وحرية وقضية قدس وحق عودة للاجئين، وأضاف أن الأرض عندنا أهم من السلطة . وقال مشعل: إن البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى لشعبنا هو قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967م وعودة اللاجئين ، مؤكدًا أن العودة حقٌّ لأكثر من ستة ملايين، رافضًا خطة الوطن البديل التي يسعى الكيان إلى تمريرها، مضيفًا: فلا بديل عن فلسطين إلا فلسطين . وأكد مشعل تمسك الشعب الفلسطيني بالمقاومة خيارًا إستراتيجيًّا، لافتًا إلى أنها حقٌّ مورس في العالم كله، ولن يستطيع أحد أيًّا كان سلبنا إياه ، وتابع: المقاومة وسيلة لا غاية . وعبَّر مشعل عن تقديره لغة أوباما الجديدة تجاه حماس كخطوةٍ أولى نحو الحوار المباشر معها بلا شروط، مؤكدًا أن التعامل مع حماس وبقية فصائل المقاومة يجب أن يكون على أساس احترام إرادة الشعب وثوابته لا بفرض الشروط، وأضاف: لقد مورست هذه الشروط على غيرنا ولن تجدي نفعًا ولم تحل مشكلة . وضرب مثالاً على ذلك قائلاً: فُرض الاعتراف بـ إسرائيل على المفاوض الفلسطيني قبل ذلك، ثم فُرض الآن عليه الاعتراف بيهودية هذا الكيان . وشدد على أن أولوية حماس ليست الاعتراف بها، بل الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني؛ فالقضية مقدمة على الحركة، ومصلحة الوطن فوق كل المصالح . وحول خطاب نتنياهو الأخير طالب مشعل الزعماء العرب باعتماد إستراتيجية جديدة تجمع بين المقاومة والسياسة، مؤكدًا استعداد حماس للمشاركة في بناء هذه الإستراتيجية في مواجهة العنصرية المتمثلة في حكومة نتنياهو الجديدة، والتي كشف عنها في خطابه الأخير. وشدد على ضرورة إنهاء الانقسام كضرورةٍ وطنيةٍ لتوحيد الصف الفلسطيني وتمتين الجبهة الداخلية في وجه الاحتلال، لافتًا إلى قرار حركة حماس في كل مؤسساتها العملَ على سرعة إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، مرحِّبًا بكل جهد عربي وإسلامي لإنهائه. ونبَّه على أن ممارسات ميليشيا عباس في الضفة الغربية تهدد الحقوق الفلسطينية والمقاومة؛ فقد طالت هذه الممارسات قيادات حماس و الجهاد وبقية الفصائل الأخرى وكثيرًا من وجهاء شعبنا وعلمائه وطلبته ورجال أعماله وأدت إلى وفاة الكثير منهم ونقل آخرين إلى المستشفيات نتيجة التعذيب الشديد . ودعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الرئيس الأمريكي أوباما إلى سحب الجنرال دايتون وإرجاعه إلى بلاده؛ انسجامًا مع روح خطاب أوباما وسياسته الجديدة. وحول قضية الأسرى وصفقة التبادل أكد مشعل جهود الحركة لإتمامها، مشيرًا إلى أن الاحتلال هو من أفشلها بتعنته. وتوجَّه مشعل باسم الشعب الفلسطيني بالتهنئة إلى كلٍّ رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك وجمال حويل النائب عن كتلة فتح البرلمانية على الإفراج عنهما، موجهًا التحية إلى الشعب الفلسطيني الصامد وجماهير الشعوب العربية والإسلامية؛ لوقوفها بجانب إخوانهم الفلسطينيي