أكد الدكتور إبراهيم حمامي الكاتب والمحلل السياسي أن خطاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ حماس خاطب العالم بلغة يفهمها تمامًا، وأوضح برنامج الحد الأدنى المقبول فلسطينيًّا، وأحرج روَّاد التفاوض العبثي، ورد على ترهات نتنياهو. وقال حمامي في مقالٍ له مساء الخميس (25-6): لا نبالغ إن قلنا إن كلمة اليوم كانت بيانًا ودرسًا سياسيًّا من الطراز الرفيع، رسَّخ لمرحلة سياسية جديدة، وأجلى كل غموض والتباس، وقطع الطريق على المتصيدين في الماء العكر ، متسائلا: أيتلقف العالم هذه الرسائل ويتعامل معها بما تستحق أم يبقى الانحياز للمحتل كما هو؟ ، وأجاب: سؤال ستحمل الأيام القادمة الإجابة عليه . وقال: بعد انتظار وترقب، وعلى مدى ساعة كاملة، ومن خلال نقاط واضحة، جدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مواقف حركته، ووضع النقاط على الحروف، وأعاد تأكيد الثوابت المعروفة، وخاطب العالم بلغة سياسية واقعية متقدمة . ولفت إلى مواقف فريق رام الله من الخطاب وقولهم إنه لا جديد في كلمة مشعل، معتبرًا أن هذا الفريق أراد أن يخلط الأمور على طريقة الجلا جلا ، محاولاً الإيحاء بأن ما طرح في موضوع الدولة الفلسطينية هو ذاته ما تبنته فتح و منظمة التحرير قبل سنوات، وبالتالي لا جديد. وقال: الفرق بين ما تطرحه سلطة أوسلو بقيادة فتح وما طرحه الشيخ الشهيد أحمد ياسين في ثمانينيات القرن الماضي وأكده الشهيد عبد العزيز الرنتيسي عام 2002 كبير وكبير جدًّا.. إنه الفرق بين قبول الدولة الفلسطينية كمرحلة دون التخلي عن باقي الحقوق والقبول بها كحلٍّ نهائيٍّ يُسقط كل الحقوق كما يطالب عباس ومن معه، وكما يحاول البعض الخلط بين الاثنين عن جهل أو لؤم بأن حماس تبدأ من حيث انتهت فتح ، وأنها اليوم تقبل ما قبلته فتح قبل 20 سنة . وأضاف أن هذا الطرح يقصد به فقط إعفاء من فرَّط وتنازل وأجرم منذ أوسلو وحتى اليوم، ومحاولة مفضوحة للقول إن الجميع في الهوا سوا ، ليضيفوا: لماذا كل هذه التضحيات والخسائر ما دمتم ستقبلون اليوم ما رفضتموه قبل عقدين من الزمن؟! مع التذكير أن الطرح السياسي المقصود اليوم كان قبل أوسلو ومصائبها، والتنويه أن قبول الدولة الفلسطينية يختلف تمامًا عن قبول حل الدولتين . وتابع: نتفق ولكن من زاوية مغايرة تمامًا على أن كلمة رئيس المكتب السياسي لا جديد فيها.. المواقف ذاتها، والثوابت ذاتها، والمبادئ ذاتها، وهو ما كنا نتوقعه ونتمناه، وهو ما طالبنا به، وقد كان مؤكدًا أن بيان مشعل جاء دون تنازل أو تفريط.. دون تغيير أو تحريف للمواقف، لكنه أيضًا خاطب العالم بلغة يفهمها تمامًا؛ أوضح برنامج الحد الأدنى المقبول فلسطينيًّا.. أحرج روَّاد التفاوض العبثي، وردَّ على ترَّهات نتنياهو . ومضى يقول: نعم.. لا جديد، وهل كنا نرغب في غير ذلك: الدولة الفلسطينية وبشروط معلنة.. المقاومة حق مشروع لا يتخلى عنه الشعب الفلسطيني مثله مثل باقي الشعوب.. التحرير قبل الدولة.. العودة حق مقدس لا حياد عنه؟! . وتابع: القضية مقدمة على الحركة، ومصلحة الوطن فوق كل المصالح، ولا يحق لأية قيادة أن تجعل من الاعتراف بها تنازلاً عن الحقوق.. المصالحة خيار إستراتيجي، مع ليونة ومرونة في موضوع المصالحة مقصودةٍ تبقي الباب مواربًا أمام الحوار، لكن مع رفض الاستئصال، ورسائل واضحة إلى الإدارة الأمريكية . وقال: لا جديد؛ لأن مشعل أكد أن حركته متمسكة بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوق.. زاوج بين خطاب المقاومة ورسائل السياسة.. خيَّب آمال من كانوا يتربصون ليدَّعوا أن حماس تبدأ من حيث انتهى غيرها.. هكذا يتقولون، ومع كل هذا وذاك خرجوا يتصايحون بأنه لم يأت بجديد! .