أكد الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن حركته بانتظار دعوة مصرية للتوجه إلى القاهرة لبحث الموقف من ورقة المصالحة الأخيرة التي قدمت إليها. وقال أبو مرزوق في تصريحات لفضائية "الأقصى" مساء الأربعاء (21-10): "(حماس) تريد فتح الورقة الجديدة لمطابقتها مع ما تم الاتفاق عليه سابقًا"، مشيرًا إلى أن هناك ملاحظات لدى الحركة على عدد من البنود المعدلة. وأوضح أن موقف الحركة يطالب بمصالحة حقيقية، لا أن تتكرر التجارب السابقة التي فشلت وأفضت إلى انقسام أكبر، كما أن توقيع "حماس" و"فتح" على الورقة منفردتين ثم يأتي بعد ذلك توقيع الفصائل وتتويج ذلك بحفل توقيع، لا يفيد الساحة الفلسطينية، ويضر المصالحة ذاتها، مشددًا على أن "حماس" تريد الحوار ثم التوقيع ثم التنفيذ وأن يكون التوقيع مترافقًا مع مصالحة حقيقية. وأشار إلى أن المصالحة لم تنهَر رغم اللغط الكبير الذي يدور والسجال المتصاعد، مؤكدًا أن الهدف من وراء ذلك هو ممارسة الضغوط على "حماس" حتى ترضخ، لكن الحركة ثابتة على موقفها من إنجاح الحوار لأنه لا بديل عن المصالحة لتوحيد الساحة الفلسطينية. وذكر أن الهجوم على حركة "حماس" يتزايد مع كل منعطف رئيسي، حيث تُواجَه الحركة بأكاذيب جديدة تغذيها سلطة رام الله بأكاذيب تتسع من خلالها الفجوة، مؤكدًا أن ذلك يستلزم معالجة القضايا التي تحمل تباينًا في وجهات النظر. ولفت أبو مرزوق إلى وجود فريق يريد النيل من علاقة الحركة مع مصر، مؤكدًا أن الجلسة الأخيرة مع الوزير عمر سليمان شهدت قدرًا عاليًا من الصراحة، مشيرًا إلى أنه منذ بداية الاتصالات بين الحركة ومصر لم تشهد توبيخًا أو خلافه، كما نشر في وسائل الإعلام. ونوه بأن أسلوب الخطاب من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمتحدثين من حركة "فتح" يدل على الرغبة في تعميق الخلاف، بمعنى أنهم لا يريدون المصالحة، ويرغبون في إظهار أن "حماس" هي من تعطل الحوار، نافيًا تلك الأكاذيب بقوله: "إن زيارتين بالتحديد لرئيس المكتب السياسي ل"حماس" خالد مشعل هما اللتان وضعتا قطار المصالحة على السكة، وفي كل منعطف كانت حركة "حماس" هي من تقدم التنازلات من أجل إتمام المصالحة". وقال إن حماس أقدر على تنفيذ الاتفاق، ففي غزة يمكن للحركة أن تنفذ كافة التزاماتها وفق ما يتفق عليه، فيما أن الحال مختلف في الضفة الغربية، حيث إن الضفة محتلة بالكامل، و"فتح" لا تملك قرارًا فيها، مشيرًا إلى أن نتائج الانقسام أفرزت وضعًا فلسطينيًّا سيئًا في الضفة والقطاع على حد سواء، والمطلوب هو الخروج من هذه الحالة.