اعتبر الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن السلطة في رام الله بحاجة للحوار أكثر مما تحتاجه حماس، من أجل تقوية موقفها في المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن الاحتلال يحاسبهم على قطاع غزة وهم لا يتحكمون به. وأعرب أبو مرزوق في حديثه لفضائية الأقصى الثلاثاء 29-1-2008 عن أمله أن تثمر الجهود المصرية عن انطلاق حوار فلسطيني شامل من أجل إنهاء حالة الانقسام بين شطري الوطن. وأعلن أبو مرزوق موافقة الحركة على لقاء الرئيس محمود عباس خلال تواجده بالقاهرة، من أجل بحث موضوع الحوار الوطني، وإنهاء حالة الانقسام، مشيراً إلى أن مصر ستعقد لقاءات منفردة بين وفد حماس والسلطة، مؤكداً أن السعودية تدعم هذا الموقف. وقال أبو مرزوق: الموقف العربي ليس جديداً، فأول من دعا للحوار الفلسطيني هو الرئيس مبارك، وكان هناك دعوات عربية متواصلة، ولكن التدخلات الخارجية التي تمثلها إسرائيل وأمريكا أمام سلطة رام الله أعاق جميع دعوات الحوار، ولم يكن له نصيب من أرض الواقع . وأكد على أن العقبة الوحيدة التي واجهت جميع المبادرات العربية، لا سيما مصر والسعودية والسودان، بالإضافة إلى الوساطات الشعبية والأحزاب العربية والمؤتمر القومي الإسلامي هي اشتراطات الرئيس عباس والتي تناقصت إلى شرطين بدلاً من 17 شرطاً. وأشار إلى أن المعيار الأساسي لدى حماس في الحوار هو مصلحة الشعب الفلسطيني تجنب كل الآثار السلبية وعدم تكرار مع حدث في الماضي، وتنظيم العلاقة بشكل سليم، وأضاف سيكون هناك طرح ايجابي على كافة القضايا، لا سيما الوضع الأمني والحكومة وتنظيم العلاقات الداخلية في إطار القانون الأساسي . وأشار إلى أن اتفاق القاهرة، ووثيقة الوفاق الوطنية، واتفاق مكه هي الأسس التي سيتم التركيز عليها في كل الحوارات، وأضاف الانطلاق من خلال هذه القواسم الثلاث المشتركة، بالإضافة إلى نتائج الانتخابات الأخيرة، هي القواعد التي نتحدث عنها لضمان مصالح الشعب الفلسطيني . معبر رفح من جهة أخرى، أكد د. أبو مرزوق أن وفد حماس سيبحث مع القاهرة يوم الأربعاء فتح معبر رفح وفق تفاهمات جديدة تجسد الرؤية الفلسطينية بأن يكون المعبر فلسطيني مصري من خلال اتفاقية ثنائية مع الجانب المصري من أجل كسر الحصار. وقال: هدفنا ألا يعود الشعب الفلسطيني تحت الحصار مرة ثانية، فإطلالة قطاع غزة على العالم العربي من خلال معبر رفح، ونحن لا نريد الإطلالة بتحكم الاحتلال على غزة، فالمعبر كان يغلق أكثر مما يفتح حتى قبل نجاح حركة حماس في الانتخابات . وأضاف: نحن لانريد للإسرائيليين أن يتحكموا في العلاقة بين الشعب الفلسطيني والمصري عبر معبر رفح من خلال المراقبين الأوروبيين . وأعرب أبو مرزوق عن استغرابه من تمسك السلطة الفلسطينية باتفاقية المعبر القديمة التي خنقت الشعب الفلسطيني، من خلال استمرار تحكم الاحتلال فيه، وأضاف إذا انتهت اتفاقية المعبر لماذا هذا الاستدعاء الجديد لها، والتي جعلت بعض الأوروبيين يتحكمون في دخول وخروج الفلسطينيين . وتابع مصر لم تكن طرفاً في هذه الاتفاقية، ومصر تعتبر نفسها في طرف من طرفي المعبر، وليست معنية بالطرف الأخر في أي صورة من الصور، السلطة كانت مغلقة المعبر بقرار سياسي مساهمة في الحصار لإسقاط حماس وحكومتها في غزة . زيارة الرياض وتحدث أبو مرزوق عن اللقاءات التي أجراها وفد حماس مع المسؤولين السعوديين في العاصمة السعودية الرياض، لا سيما موضوع الأحداث التي جرت في رفح ومعبر رفح وما تلاها من تداعيات، وموضوع الحوار ورأب الصدع. وبين أبو مرزوق أن زيارة الرياض جاءت من أجل استكمال المشاورات حول الحوار الوطني لإعادة اللحمة الفلسطينية، مؤكداً أن الجهد السعودي متواصل من أجل إنهاء حالة الانقسام ورأب الصدع الفلسطيني.