وجّه الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ؛ انتقاداً حادّاً للحملة الأمينة التي شنّتها قوات عباس في مدينة الخليل مؤخّراً، واعتبر هذه الحملة جزءاً من عملية تبادل الأدوار بين الاحتلال وقوات الأمن التابعة لسلطة رام الله، للقيام بالمهمات التي عجزت القوات الصهيونية عن القيام بها. وفي تصريح خاص أدلى به للمركز الفلسطيني للإعلام ظهر اليوم الثلاثاء (28/10)، قال أبو مرزوق هناك خطة تطبّق قطعة قطعة في الضفة الغربية، هدفها سيطرة قوات الأمن الفلسطينية بشكل متوازن وبتبادل أدوار مع قوات الاحتلال، والقيام بالمهمات التي لا يستطيعها الجانب الصهيوني في مختلف مناطق الضفة الغربية . واعتبر أبو مرزوق الحملة التي شنّتها قوات عباس على مدينة الخليل قبل يومين استكمالاً للخطط الأمينة التي طبقت في مدن الضفة الغربية والآن قد جاء الدور على الخليل ، لافتاً إلى أنّ قوات السلطة وفي مختلف مواضع انتشارها لا تستطيع أن تتدخّل عندما يكون هناك أي تحرك لجيش الاحتلال سواء لاغتيال أو لاعتقال أي من أبناء الشعب الفلسطيني . وحول السياق الذي أتت حملة إشراقة وطن الأمينة ضمنه قال من الواضح أنّ هذه الحملة تأتي في إطار خارطة الطريق وبإشراف من الفريق الأمني الأمريكي ، لافتاً إلى أن الاحتلال بقي في كل المناطق التي تمّ نشر قوات الأمن الفلسطينية، يمارس خططه وبرامجه في مواجهة برامج المقاومة وصوتها وثقافتها ومؤسساتها، وفي مواجهة كل ما بتعلّق بالمقاومة . وأعرب أبو مرزوق عن استغرابه من وقوف قوات الأمن التابعة للسلطة موقف المتفرّج من اعتداءات المستوطنين على أبناء الشعب الفلسطيني فلو كانت هذه الأجهزة لحماية المواطن الفلسطيني لتصدت لقطعان المستوطنين وهم يعتدون على الشعب الفلسطيني وممتلكاته، ففي نفس الوقت الذي انتشرت فيه قوات السلطة كانت قطعان المستوطنين تعربد في مدينة الخليل ولم يقف في وجهها أحد . هذا وأدان الدكتور موسى أبو مرزوق في تصريحه أن يقدّم بعض أبناء الأجهزة الأمنية أنفسهم خدماً للاحتلال ففي الوقت الذي كان يُطلَب منهم إغلاق عددٍ من مؤسسات حماس مثلاً كانوا يغلقون ثلاثة أضعاف العدد المطلوب، فعندما يقدّم بعض أعضاء الأجهزة الأمينة أنفسهم للاحتلال بهذا الشكل فهم يقومون بخدمة الاحتلال بأكثر مما يريد الاحتلال نفسه، وهذا أمر مدان ولا يمكن قبوله على الإطلاق . وفي ذات السياق أشار القيادي الفلسطيني البارز إلى أنّ هذه الحملات تلقي بظلال سلبية على أجواء الحوار المرتقب في القاهرة، وقال هناك إشكالية حقيقية، وأن تكون هناك إجراءات بهذا الشكل وبهذا الحجم في مواجهة حركة حماس ، فهذا بلا شك له انطباع سلبي . وختم أبو مرزوق تصريحه الخاصّ للمركز الفلسطيني للإعلام قائلاً كل هذه الوسائل لن تفلح لا في تركيع حماس ، ولا في تغيير مواقفها المبدئية المتعلّقة بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدّساته ، لافتاً إلى أنّ الحركة قد تتنازل عن أي أمر يخصّها، لكنها لن تتنازل عن أي شيء يخصّ الشعب الفلسطيني ومستقبله .