سيطرت قضايا الجنس والدين على الترشيحات المقدمة في الدورة السادسة عشرة لنيل جائزة الأطلس الكبير في الترجمة والمقالة الأدبية التي تنظمها السفارة الفرنسية لهذه السنة. ففي مجال الترجمة، قدم ترشيح لترجمة كتاب روح السراري: السلوكات الجنسية المهمشة في المغرب الكبير لمؤلفه مالك شبل، وهو كتاب يتناول بحسب وثيقة الجائزة >طابو العذرية، وهاجس الفحولة، والخنوثة واللغة البذيئة والشذود الجنسي والحجاب، والزغاريد<، كما قدم ترشيح محمد الصغير جنجار لترجمة كتاب:السياسي والديني في المجال الإسلامي لمحمد الشريف الفرجاني، وهو كتاب يناقش >نشأة وتطور المذاهب والتصورات الإسلامية ودراسة المقولات التي توظفها في السياقات الثقافية والتاريخية، ومحاولة فهم الرهانات الاجتماعية والسياسية للنقاش الدائر اليوم حول العديد من المفاهيم على ضوء هذه الدراسة<، وفي السياق، وضمن صنف المقالات، تقدم الأساتذة محمد الطوزي وحسن رشيق ومحمد العيادي بكتاب الإسلام اليومي القيم والممارسات الدينين في المغرب، وهو البحث السوسيولوجي الذي أوردته هذه المجموعة لدراسة حالة التدين في المغرب، وقد أنجز سنة ,2006 كما تقدم الجيلالي العدناني بترشيح كتابه التيجانية 1781/1881 جذور طائفة يدنية في المغرب، ويتابع فيه الكاتب نشأة الطريقة التيجانية وتطورها التاريخي وأسباب انتشارها في المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء. أما فيما يخص موضوع السلطة، فقد قدم الأستاذ مصطفى النحال ترشيحه بترجمة كتاب العبد والرعية لكاتبه محمد الناجي، والذي يناقش العبودية والسلطة والدين في العالم العربي، وكيفية استمرار الطقوس والتقاليد القديمة من مرحلة ما قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية إلى مرحلة الدول العربية المعاصرة. وتأتي هذه الترشيحات لتكشف نوع الموضوعات التي تستأثر باهتمام السفارة الفرنسية وتدفعها إلى تشجيعها، وفي مقدمتها موضوع الجنس وبشكل خاص السلوكات الشاذة فيه، وموضوع الدين، والذي يتم التركيز فيه على أربعة محاور: القيم والممارسات الدينية، والحركات الإسلامية، وعلاقة الديني بالسياسي، والتصوف، فيما يتم التركيز على قضية البنية التاريخية والثقافية والنفسية للاستبداد في العالم العربي ضمن محور السلطة. وفي تعليق له على موضوعات هذه الترشيحات ودلالتها اعتبر الطيب بوعزة التركيز على هذه الموضوعات مع فتح المجال للترجمة من الفرنسية إلى اللغة العربية مؤشرا على تحول جديد في السياسة الثقافية الفرنسية التي تحاول، حسب تعبيره، الانفتاح على اللغة العربية، وهو ما اعتبره توجها إيجابيا، لكن بمضامين تخدم المشروع الثقافي الفرنسي، وأكد الطيب بوعزة أن ما يسمى بكسر الانغلاق الجنسي، وكذا التركيز على العلمنة وربط الاستبداد ببنية الثقافة العربية الإسلامية والتركيز على التصوف أصبحت العناوين الجديدة للسياسة الثقافية الفرنسية. يشار إلى أن هذه الأعمال المعروضة على جائزة الأطلس الكبير ستفصل فيها لجنة التحكيم التي يرأسها الفيلسوف رجيس دوبريه بعضوية ستة أساتذة.