يتهيأ المشهد الثقافي المغربي لاستقبال الدورة السادسة عشرة من جائزة الأطلس الكبير التي ستحل يوم 16 يونيو بتعطش كبير لمعرفة الفائزين بمختلف أصناف الأجناس الثقافية والأدبية المدرجة ضمن هذه الجائزة، حيث شكلت هذه الجائزة منذ تأسيس دورتها الأولى حدثا ثقافيا بارزا لكونها أسهمت في أن يقرأ المعربون ويدرسوا داخل لغتهم مؤلفات لم يكن متاحا لهم قراءتها خارج هذه اللغة، ونفس الأمر بالنسبة للفرنكوفونيين، حيث أصبح متاحا لهم الاضطلاع على الأدب المغربي المعاصر، خاصة حيث تم إحداث جائزة خاصة بالترجمات العربية لمؤلفات فرنكفونية، وذلك منذ سنة 2004. وتهدف هذه الجائزة التي تم تأسيسها كحدث من طرف السفارة الفرنسية بالمغرب، إلى تشجيع دور النشر المغربية للانخراط في الترجمة الأدبية والثقافية الفرنكفونية المغربية. والعكس صحيح، وبالكشف عن غنى وتنوع الأدب الفرنكوفوني المغربي وتقديمه لأوسع جمهور ووسائل إعلام، كما تشكل هذه الجائزة حسب فلسفة منظميها قيمة رمزية لتعميق الحوار بين ثقافتين ولغتين. وسيكون حفل توزيع الجوائز مناسبة لتكريم العديد من رموز الثقافة الوطنية، على غرار الدورات السابقة التي توجت أسماء بارزة في حقل الإبداع الأدبي أو كرمتها، ونذكر منهم عبد السلام الشدادي، مؤرخ وفيلسوف، وأسية بلفقيه، والطاهر بن جلون، وادريس بوبسيف، وميلود حمدوش وإدمون عمران المالح، وجان جنيه وجورج بيرس، وهند الطعارجي، وادريس الشرايبي، ومحمد الناجي، ومحمل قبلي، وعبدو فيلالي الأنصاري، ومحمد بنيس وفريد الزاهي وآخرين. وتتبارى في هذه الدورة في صنف الدراسات والبحوث ثمانية مؤلفات، ففي صنف البحث نجد مؤلف الجيلالي عندناني التيجاني 1781 1881، جذور زاوية دينية بالمغربي صدرت عن دار النشر موسم سنة 2007. ثم «الإسلام اليومي تحقيق حول القيم والممارسات الدينية بالمغرب»، من تأليف محمد العيادي، حسن رشيق، ومحمد الطوزي صدر عن دار النشر «برلوغ» في 2007، ويندرج تحت هذا الصنف أيضا توقيعات زكية داوود «سنوات لاماليف، ثلاثون سنة من الصحافة بالمغرب» كما يحضر عبد الفتاح كيليطو هذه الدورة بكتابة «حصان نيتشه» عن دار الفنك 2007. في صنف الترجمة نجد «السياسة والدين في الحقل الإسلامي» لمحمد شريف فرجاني، ترجمة محمد الصغير زنجار عن دار النشر «برولوغ» 2008 ويندرج في المسابقة أيضا كتاب «العبد والمملوك» لمحمد وترجمة مصطفى النحال. « L’esprit de sérail: perversions et marginalités sexuelles au Maghreb » لمالك شبل، ترجم من طرف عبد الله زارو، وأخيرا كتاب «الحياة الجماعية»، لتودوروف تزيفان. يترأس لجنة تحكيم الدورة السادسة الفيلسوف والمفكر رجيس دوبريه، صاحب كتاب «حياة وموت الصورة»، وهو الرئيس الحالي للمعهد الأوربي في العلوم الدينية، ومؤسس دفاتر الميثولوجيا، وإلى جانبه لجنة متكونة من مكرم عباس، أحمد علمي وعلي بن مخلوف، منية بلعافية، سمير احمد علمي، سميرة أوزيل، جون روبير هينري. ستقدم هذه اللجنة جائزتين: جائزة لدراسة باللغة الفرنسية، وجائزة لترجمة لدراسة من الفرنسية إلى العربية، لكتب صدرت عن دور نشر مغربية.سيتم الإعلان عن الفائزين وتقديم الجوائز يوم الثلاثاء 16 يونيو 2009 بإقامة فرنسا بحضور سفير فرنسا بالمغرب.