عرف الحزب في مسار مشاركته في الانتخابات الجماعية قفزة نوعية بالقياس إلى محطة ,1997 وعلى الرغم من قرار الحزب بتقليص مشاركته الانتخابية، والذي شرح دواعيها بيان 26 غشت ,2003 ولخصها في الاعتبارات الآتية: - الظروف الدولية المحكومة بهاجس الخوف من اكتساح الإسلاميين. - الإكراهات الواقعية التي يمكن أن تؤثر على العمليات الانتخابية وسير إجرائها. - مراعاة مبدأ التدرج والتركيز على النوعية وتقديم اعتبار المصلحة الوطنية على اعتبار الكسب الحزبي الخاص. - مراعاة دعم الاستقرار في المغرب. على الرغم من اتخاذ الحزب لقرار التقليص، والذي بموجبه لم يتقدم الحزب إلا 102 ترشيحا (95 لائحة و 7 فردي) أي بنسبة 3,84 في المائة من مجموع المرشحين (قدم الحزب 4268) إلا أنه استطاع أن يحقق نتائج إيجابية تعبر عنها الأرقام التالية: - من حيث النتائج الإجمالية: أس- فاز حزب العدالة والتنمية بـ 593 مقعد (207 فردي، و386 لائحي). بس- احتل حزب العدالة والتنمية الرتبة الثانية في نتائج الاقتراع اللائحي بـ 386 مقعد (11,05 في المائة) بعد حزب الاستقلال 398 مقعد (11,39 في المائة) تس- احتل حزب العدالة والتنمية بالرتبة الثالثة من حيث عدد المقاعد المحصل عليها في المدن الكبرى بـ 105 بعد حزب الاتحاد الاشتراكي بـ 116 حزب الاستقلال .111 ثس- احتل حزب العدالة والتنمية المرتبة الأولى من حيث عدد النساء المنتخبات من أصل عدد الترشيحات، إذ قدم الحزب 593 مرشحة، وفازت منهن 10 منتخبات أي بنسبة 1,7 في المائة، وهي أعلى نسبة مسجلة تليها 0,8 في المائة للاتحاد الاشتراكي، ثم 0,5 في المائة لحزب الاستقلال، واحتل التربة الثالثة من حيث عدد المنتخبات 10 نساء في مقابل 27 امرأة من الاتحاد الاشتراكي و18 امرأة من حزب الاستقلال. جس-أما من حيث عدد الأصوات التي حصلها الحزب، فقد حصل على 320299 صوتا بنسبة مشاركة محددة في 18,1 في المائة من مجموع المقاعد المتنافس حولها، وبمقارنة هذه الأرقام بالأصوات التي حصل عليها الحزب في انتخابات 2002 البرلمانية 610 ألف صوت، يلاحظ أن حزبا حقق تقدما كبيرا، إذ على الرغم من تغطيته لـ 18 في المائة من الدوائر حصل على نصف الأصوات التي كان قد غطى فيها الدوائر بـ 61,5 في المائة. أما على المستوى التفصيلي، فيمكن تلخيص التقدم الذي حققه الحزب وقف المعطيات الآتية: أس- تمكن الحزب من احتلال الرتبة الثالثة في مدينة الدارالبيضاء، حيث بلغ عدد مرشحيه الناجحين في مجلس المدينة 16 منتخبا، وتقدم عليه بفارق ضئيل الاتحاد الاشتراكي 17 مقعدا وحزب الاستقلال 19 مقعدا، مع العلم أنه شارك فقط في نصف المقاعد (عدد المقاعد 131). بس- احتل الرتبة الأولى في ست مقاطعات بولاية الدارالبيضاء الكبرى، ويتعلق الأمر سيدي بليوط والمعاريف والحي المحمدي والحي الحسني وسيدي البرنوصي وسيدي عثمان، واحتل التربة الثانية في كل من مقاطعتي الصخور السوداء وابن مسيك، في حين لم يشارك في المقطعات الثمان المتبقية. وتؤكد هذه النتائج أن حزب العدالة والتنمية يظل هو القوة الشعبية الانتخابية الأولى بالدارالبيضاء. تس- حقق الحزب المرتبة الأولى في مقاطعتي سلاالمدينة (باب المريسة وسلاالمدينة تابريكت) من أصل أربع مقاطعات شارك فيها، وبمقاطعة الرباط يعقوب المنصور من أصل ثلاث مقاطعات شارك فيها...... ثس- وبخصوص المدن التي لم يعتمد فيها نظام اللائحة، حقق الحزب المرتبة الأولى في 18 مدينة وجماعة وهي مكناس والقنيطرة وخريبكة وبني ملال وتمارة وواد زم ووجدة وتزنيت وتطوان والفنيدق والقصر الكبير والعرائش وآسفي والرشيدية وآزرو وصفرو ودار بوعزة، واحتل الرتبة الثانية في حوالي 16 مدينة ومقاطعة وجماعة اعتمد فيها نظام اللائحة. وعلى الرغم من التضييق الإداري الذي مورس على الحزب، وعلى الرغم من الحملة الإعلامية التي شنت على الحزب مباشرة بعد أحداث 16 ماي الإرهابية وتحميله المسؤولية المعنوية عن الإرهاب، إلا أن الحزب من خلال النتائج التي حصل عليها استطاع أن يتجاوز ذلك، ويحافظ على قاعدته الانتخابية، ويثبت أنه القوة الانتخابية الأولى على مستوى العديد من المدن، وإن كان تقليص مشاركته حد من إمكانات تشكيله لمجالس بهذه المدن، اللهم بعض المجالس المعدودة التي شكلها الحزب بعد مخاض عسير من تأمين الأغلبية (القصر الكبير، مكناس، واد زم، تمارة.....) وبشكل عام، شكل هذا التقدم الذي حققه الحزب في الانتخابات الجماعية لسنة ,2003 والإكراهات التي تعرضت لها تجربته الانتخابية، وكذا الصعوبات التي وجدها الحزب في تأمين تحالفات مريحة، وتشكيل مجالس منسجمة قادرة على تنفيذ برنامجه الانتخابي، شكل كل ذلك فرصة بالنسبة للحزب لإعادة تقييم تجربته، ومراجعة استراتيجية مشاركته لجهة إنهاء مسار كل من المشاركة الرمزية والمشاركة المحددة، وهو الخيار الذي سيتعزز مع انتخابات .2009