يحاكم القضاء الجزائري في 17 يونيو المقبل خمسة شبان مغاربة (بين 20 و24 سنة) بتهمة ما سمي محاولة الالتحاق بمعاقل تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي في شرق العاصمة الجزائر، حسب ما أكده مصدر قضائي لجريدة الشرق الأوسط. وأضاف المصدر أن أجهزة الأمن الجزائرية اعتقلت هؤلاء الخمسة نهاية ,2006 مدعيا أن أحد المعتقلين ويسمى أبو زكرياء كشف خلال أطوار التحقيق الأمني والقضائي، أنه اشتغل لحساب الأمن المغربي في مراقبة أتباع التيار السلفي بمساجد مدنية مراكش التي ينحدر منها، دون أن يحدد المصدر طبيعة هذا التيار هل هو ما يعرف بـالسلفية الجهادية، أم التيار السلفي الكلاسيكي المتواجد بالمدينة، والذي لا يعلن في أدبياته الدعوة إلى الجهاد بالقوة. وقال محمد ضريف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إنه ليس هناك معلومات دقيقة حول عدد المغاربة المعتقلين في الجزائر في هذا الموضوع، وكل ما يعرف هو ما تنشره الصحافة الجزائرية، مشيرا في تصريح لـالتجديد أن السلطات المغربية أعلنت سنة 2008 أن حوالي 50 مغربيا معتقلين لدى السلطات الجزائرية متهمون بمحاولة الالتحاق بما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، كما أن هناك أخبارا عن مقتل مغاربة في مواجهة السلطات الجزائرية، قاتلوا إلى جانب المسلحين الجزائريين. وقال ضريف إن السلطات الجزائرية تعاملت مع المعتقلين المغاربة بأسلوبين، حيث كانت تسلمهم للسلطات المغربية التي حاكمتهم، وسجل ذلك سنة 2005 مع معتقلين منحدرين من مدينة سلا، لكن بعد الإعلان عن ميلاد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بداية سنة 2007 ورغبته في توسيع نشاطه ليصل إلى جميع البلدان المغاربية، تغير سلوك السلطات الجزائرية وأصبحت تحاكمهم في الجزائر، وتتتبع نشاط القاعدة في محاولة استقطاب المغاربة، وأضاف ضريف أن الكل يتذكر أن بعض المغاربة ظهروا في أشرطة مصورة للتنظيم المذكور. وأشار إلى أن المغرب ليس له الحق في مطالبة الجزائر بمعتقلين مغاربة اقترفوا جرما على التراب الجزائري، وأنه حتى بعد انتهاء المحاكمة ليست هناك أي اتفاقية بين الطرفين لتسليم المساجين. وكان المصدر القضائي الجزائري قد أفاد، بأن المعتقل المغربي أشار إلى أن خلافا حادا نشب بينه وبين مسؤولي الأمن المغربي، عندما أبلغهم بأنه مضطر للتوقف عن التنسيق معهم، بسبب ضغط تعرض له من قبل أسرته، التي منعته من الاحتكاك بالسلفيين في المساجد. وقال للمحققين، إن نشاطه لصالح الأمن كان بمثابة صفقة، تم بموجبها إطلاق سراحه بعد اعتقاله، في مقابل أن يكون عينا على أشخاص يشتبه الأمن المغربي في وجود صلة بينهم وبين ما يسمى التنظيمات الإرهابية. وأوضح المصدر الجزائري أن أبو زكرياء، كان على اتصال مع قريب له يدعى عبد القادر، عضو في الجماعات المسلحة بالجزائر، التحق بها عام ,2005 ورجح أن الأمر يتعلق بشخص ظهر في شريط بثه تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، على شبكة الإنترنت في أبريل .2007