أكد أخصائيون في السرطان أن الأرقام المتداولة بالمغرب حول السرطان تقديرية فقط. وشددوا، في تصريحات مختلفة لوسائل الإعلام، صعوبة إجراء دراسات وبائية وطنية حول السرطان بالمغرب. وشددوا على أن غياب سجلات جهوية وسجل وطني للسرطان لا يسمح بتوفير أي معطيات علمية ودقيقة حول الوباء في المغرب، وهو ما يطرح مشكلة مركزية تتعلق بالوسيلة التي يمكن أن ترتكز عليها أية سياسة عمومية في ترشيد عملها، وشددوا على أن غياب إرادة سياسية والصراعات الشخصية عرقل إيجاد السجل الوطني رغم تشديد منظمة الصحة العالمية عليه مند 1991 وإعادة تشديدها عليه في .2005 ويسجل المغرب سنويا ما بين 35 ألفا و 50 ألف مصاب جديد بالسرطان، حسب تقديرات لدراسة أنجزتها جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان. ويضرب سرطان الثدي أزيد من 7 آلاف امرأة سنويا في المغرب حسب سجل السرطان في الدار البيضاء الكبرى، وهو رقم تقديري يمكن أن يعرف زيادة على المستوى الوطني. وسبق لوزير الصحة السابق، الشيخ بيد الله، أن صرح في مؤتمر حول السرطان بمراكش عقد في مارس ,2007 أن النسبة السنوية الحالية للإصابة بالسرطان بالمغرب تقدر بما بين 100 و180 حالة لكل 100 ألف نسمة، وهو ما يناسب 30 ألفا إلى 54 ألف حالة جديدة سنويا. وأضاف أنه في المعهد الوطني للأنكلوجيا بالرباط، فقد تم ما بين 1985 و2003 إحصاء أزيد من 70 ألف مريض أكثر من نصفهم (57 في المائة) من النساء. ويعتبر سرطان الثدي وسرطان الأمعاء الغليظة من أكثر الأنواع انتشارا. وأكد مصدر طبي أن دراسة واحدة أنجزت حول مرضى المعهد الوطني للسرطان بين 1985 و 2002 . وبين 15 يناير 1985 و31 دجنبر 2002 سجلت مصلحة الأوبئة في المعهد الوطني للسرطان 68 ألفا و724 حالة جديدة من الإصابات بالسرطان. وانتقل عدد الحالات المسجلة، حسب نفس المصدر، من 2481 حالة سنة 1985 إلى 4897 حالة سنة ,2002 بناء على دراسة ملفات هؤلاء المرضى، ( باستثناء 1960 ملف فقدت)، سمحت بتصنيفها حسب مكان السرطان. وأضاف ذات المصدر أن عدد حالات سرطان الثدي تضاعف مرتين، وانتقل من 417 سنة 1985 إلى 987 سنة .2002 ويحتل سرطان الثدي في المغرب المركز الأول ضمن جميع أنواع السرطانات لدى النساء، ويشكل أكثر أسباب وفاة النساء بين 35 و59 سنة، و من بين 3 آلاف حالة يتم فحصها من سرطان الثدي في المغرب سنويا ثلثها فقط يتم معالجتها ويسبب قرابة 10 آلاف وفاة سنويا. ومن جهة الرجال نجد أن أكثر من 20 في المائة من السرطانات تتعلق بالمثانة والرئة والمعدة والمريء. ويسهم السرطان أيضا في وفيات الذكور بحوالي 18 في المائة من الوفيات. ومن أكبر التحديات التي يعرفها مجال السرطان بالمغرب قلة المراكز الصحية المتخصصة وضعف الموارد البشرية. فإلى حدود سنة 2006 كان العرض الطبي منحصرا في مركزين فقط: المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء والمعهد الوطني للأنكولوجيا مولاي عبدالله بالرباط حسب ما صرح به بيد الله في المؤتمر السابق ذكره، مضيفا أن العرض سينتقل إلى 9 مراكز موزعة على كبريات مُدن المملكة (وجدة، الحسيمة، فاس، مراكش، الدارالبيضاء، طنجة، أكادير ومركز خاص بأنكولوجيا الأطفال بالرباط وآخر لمعالجة الألم بنفس المدينة). غير أن معظم هذه المراكز لم تر النور بعد. وللاستجابة للطلب المتنامي، حسب مصادر طبية، تم فتح 3 مراكز خصوصية لعلاج السرطان وكل شيئ فيها بالأداء. ويواجه مرضى السرطان بالمغرب، بالإضافة إلى بعد المراكز الاستشفائية وقلتها، وصعوبة التداوي، حيث قدرت مصادر طبية معدل كلفة علاج سرطان الثدي بـمبلغ يتراوح بين 40 و50 ألف درهم. وذكرت مصادر من قسم أمراض الدم والأنكولوجيا بمستشفى 20 غشت في الدار البيضاء أن علاج السرطان يكلف ما بين 20 ألفا و150 ألف درهم؛ مشددة على أنه لا يحصل على تلك الرعاية فعلا سوى 15% من المرضى. وعلى المستوى العالمي أوردت مصادر ذات علاقة بالموضوع أن قرابة 8 ملايين وفاة هي بسبب السرطان في العالم مع 12 مليون إصابة سنوية جديدة. ويعتبر السرطان السبب الأول للوفيات في العالم؛ متجاوزا السيدا والملاريا وداء السل مجتمعة. وحسب مواقع فرنسية رسمية متخصصة في السرطان فإن السرطان يقتل كل سنة 150 ألف شخص، أي بمعدل 400 شخص في اليوم، وأن رجلا من بين ثلاثة وامرأة من بين أربعة يموتون بسبب السرطان.