لماذا توقف مشروع مناهضة تشغيل الأطفال الذي انطلقتم فيه منذ مدة بجهة تادلا/ أزيلال؟ لقد واجهنا خلال سنتين مجموعة من العقليات والإدارات اتسمت بعدم إيمانها بالمشروع، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى خصوصية الفئات المستهدفة كانت من أهم العراقيل، لأن الأطفال يشكلون مصدرا أساسيا لإعالة أسرهم الفقيرة التي تضطر إلى التضحية بفلذات أكبادها والزج بها في براثين التشغيل في سن مبكر وظروف قاسية. أما عراقيل الإدارة فتتمثل في الامتناع عن الترخيص للحملات التي كانت تبرمجها الجمعية؛ سواء لدى الأسر بالأحياء الهامشية أو عند أرباب العمل. ومن جانبها فمندوبية التشغيل لم تتفاعل بالشكل المطلوب لإنجاح المشروع؛ نظرا لغيابها التام وعدم استجابتها لدعوات الجمعية، هذا بالإضافة إلى سد باب التواصل مع الولاية التي لم تستجب لطلبنا بعقد اجتماع معها إلى جانب الممول للبرنامج الدولي، مع سد باب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في وجهنا. ماذا عن الأسباب المرتبطة بكم ؟ لم نتمكن من تطوير المشروع وتعميمه للأسباب السابقة الذكر، وكذلك لضعف الموارد البشرية المرتبط بضعف التمويل، إذ نشتغل بأربعة أطر، مما يجعل عملها اليومي، وبشكل مستمر وحرفي، مستحيلا، وبالرغم من ذلك حققنا في المشروع التجريبي نتائج جد إيجابية، إذ تمكنا من تحسيس 3500 تلميذ و300 طفل يشتغل بمخاطر التشغيل، وانتشال 55 طفلا من عالم الشغل؛ وإعادة إدماجهم في المؤسسات التعليمية، وعقدنا ورشات اشتغلت على مستوى 200 أسرة و40 رب عمل و 180 مدرس، وأخرى في التربية غير النظامية ومحو الأمية، واستطعنا أن نقوم بتكوين وتدريب مهني لفائدة 18 تلميذا بالمعهد الفلاحي بالفقيه بن صالح، وبالتالي استطعنا أن ننقذ هذه الفئة من خطر التشغيل المبكر. وهنا أود أن أنوه بالمجهود الذي قامت به نيابة التعليم ببني ملال والمعهد الفلاحي بالفقيه بن صالح والتعاون الوطني والجمعيات المحلية وأطر الجمعية، بالإضافة إلى الممول الرئيسي للبرنامج الدولي لمناهضة تشغيل الأطفال. هل مازال لديكم أمل لإنعاش المشروع ونجدة الأطفال من مخاطر الاستغلال؟ نعم أملنا كبير أولا في انخراطنا المتواصل في هذا المشروع الإنساني والحقوقي العالمي والوطني؛ بحكم انخراط بلدنا في المواثيق الدولية لحماية الطفولة. وثانيا كبر طموحنا بعد إنشاء المركز الاجتماعي بالمسيرة 2 ببني ملال الذي سيحتضن هذه الفئة مع جمعيات محلية لإنجاح هذه التجربة الرائدة بجهة تادلا /أزيلال، ونأمل كذلك من الجهات المعنية أن تعي أهمية هذا المشروع ومساهمته في تمنيع المجتمع من الانحراف وانعكاساته السلبية. رئيس جمعية الكرازة للتنمية القروية