نظم نادي المستثمرين المغاربة بالخارج بتعاون مع المركز الجهوي للاستثمار بجهة تادلا أزيلال ومجموعة البنوك الشعبية وغرفة التجارة والصناعة والخدمات ببني ملال، يوما مفتوحا تحت شعار: التنمية البشرية أساس الإقلاع الاقتصادي الجهوي، وذلك يوم الخميس الماضي بمقر الغرفة التجارية. وتميز هذا اليوم المفتوح بإلقاء كلمة والي جهة تادلا أزيلال، التي أكد فيها أن تنظيم هذا اليوم يتزامن مع تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المعلن عنها في 18 ماي الماضي، كما يندرج هذا اللقاء في سياق تنظيم المنتدى المدني الأول للجالية المغربية المقيمة بالخارج على الصعيد الجهوي، الذي اتخذ هو بدوره شعار: المبادرة الوطنية للتنمية: أي مساهمة للجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومن جهته عرض أحمد الحوتي، مدير المركز الجهوي للاستثمار شريطا يبرز مؤهلات جهة تادلا أزيلال الطبيعية والبشرية، كما أظهر بالأرقام والرسوم المبيانية منوغرافيا الجهة. وبعد كلمتي ممثل مجموعة البنوك الشعبية ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، فتحت المناقشة أمام المهاجرين لبسط رغباتهم في الاستثمار أو طرح المعيقات التي تواجههم في الجهة. وفي ختام هذا اليوم، تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين نادي المستثمرين المغاربة وغرفة التجارة والصناعة والخدمات ببني ملال، يتعهد فيها النادي بتحسيس شبكة ممثلياته المنتشرة في أنحاء العالم على تحفيز المغاربة المقيمين بالخارج والأجانب على الاستثمار بالنفوذ الترابي للغرفة. كما ستقوم الغرفة من جهتها بتزويد النادي بالمعلومات والفرص الاستثمارية الحقيقية بنفوذها الترابي من أجل تقديمها إلى المستثمرين واستقبالهم... ويتعهد الطرفان بتنظيم تظاهرات اقتصادية واستثمارية ومعارض مشتركة وندوات بالجهة، وكذلك بالخارج وإجراء دراسات وأبحاث حول الاستثمار في المنطقة وتوزيعها على الجهات المعنية ونشر المنجزات المحققة. وتسري هذه الاتفاقية لمدة سنتين. وعلى هامش هذا اليوم المفتوح التقت التجديد ببوشعيب الرامي، رئيس نادي المستثمرين المغاربة بالخارج، وقال إن عدد أفراد الجالية المغربية بالخارج أصبح يفوق الآن مليوني فرد، وهذا الرقم في تزايد مطرد يتمركز معظمهم (80 %) في دول أوروبا الغربية. وأكد أنهم يحملون أفكارا بناءة ومشاريع خلاقة في ميدان التكنولوجيا الحديثة والصناعات الجديدة، فمنهم العمال والتجار، ومنهم الطلبة والأطر العليا المتخصصة ذات الخبرات والتجارب المتعددة في مختلف المجالات، إلا أنهم عند الاستثمار يصطدمون بعدة عراقيل إدارية وجمركية وبنكية وغيرها... وعن جمعيته يضيف أنها ساعدت على خلق 440 مقاولة كبرى و900 مقاولة صغرى ومتوسطة. وعن المبادرة الوطنية أكد الرامي على ضرورة تطوير سياسة اجتماعية حقيقية وتعميق البحث حول الفقر والتحرك لمكافحة أسبابه كما يجب وضع نظام وقائي بديل للحيلولة دون استفحال ظاهرة الإقصاء والتهميش. وعن حجم عائدات أبناء جهة تادلا أزيلال المقيمين بالخارج صرح بوشعيب الرامي قائلا: إنها تمثل ثلث عائدات جاليتنا المقيمة بالخارج، بما يناهز 12 مليار درهم من أصل ما يفوق 37 مليار درهم كعائد إجمالي للجالية بالخارج. إلا أن هذا المبلغ لا يستثمر مع الأسف الشديد بالجهة يضيف الرامي نظرا لعدة اعتبارات لعل أهمها هو انتقال المقرات الجهوية لبعض الأبناك إلى مراكش. وكذلك غياب المبادرة لدى العديد من المهاجرين. وحول تخطي هذا الوضع، أضاف أن مدينة القنيطرة كانت تعيش الحالة نفسها، وبفضل إنعاش العقار ومجال البناء أولا وفتح الباب أمام دخول المستثمرين، ودعا المتحدث ذاته إلى اعتماد المقاربة نفسها لحل مشكل جهة تادلا أزيلال.