أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن المطلوب من الحوار الوطني وضع حدٍّ للانقسام الداخلي وتأسيس مرحلة من التعايش تخدم مشروع التحرر الفلسطيني. وقال هنية في حوار نشرته صحيفة فلسطين في عددها الصادر يوم الثلاثاء (31-3): نريد أن نؤسس لمرحلة تاريخية جديدة قائمة على الثوابت وحق المقاومة، وإعادة بناء مؤسسة أمنية فلسطينية قادرة على حماية الوطن وتعمل على توفير عناصر الصمود والقوة للشعب الفلسطيني . وشدد على ضرورة أن يضع لحوار الوطني حدًّا للانقسام، وعدم الاستفراد في إدارة الوطن، وتعزيز الشراكة، إضافة إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس تضمن التمثيل لكل الفلسطينيين. وأضاف هنية: قد لا نستطيع أن نصل إلى لحظة اندماج البرامج، ولكن نريد تأسيس مرحلة تعايش بما يخدم مرحلة التحرر، ونحن ندرك أننا نمر في مرحلة تحرر من الاحتلال وهذه لها قوانينها وأهمها أن لا تقوم على قاعدة إلغاء الآخر . وجدد تأكيده على أن حركة حماس تقبل بدولة فلسطينية على أراضي عام 1967 مقابل هدنة طويلة ولكن دون الاعتراف بالكيان الصهيوني، وأضاف: وطالما أن هذا هدف وطني مشترك فـ حماس لن تقف عقبة أمام تحقيقه وهي تسعى لإنجازه . وأوضح أن الحوار الفلسطيني في القاهرة لم يفشل وأن المضامين السياسية للاتفاق الفلسطيني يجب أن ترتكز على الإرادة الفلسطينية وعدم رهن المواقف بالتدخلات والضغوط الخارجية، قائلاً: مواقفنا نابعة من إحساسنا بالكرامة الوطنية، والحركة عرضت بالجملة السياسية العودة إلى اتفاق مكة، ونعتقد أن الجملة السياسية كافية لتحقيق حكومة توافق وطني قادرة على التعامل مع المجتمع الدولي . وشدد على أن العلاقة مع مصر تنطلق من مسار تاريخي وجغرافي، وتأتي من حرص الحركة على علاقات متميزة مع دول الجوار، كما أنها بوابة فلسطين وعمقها الإستراتيجي، مشيرًا إلى وجود نوع من التباين في بعض المواقف إلا أن هناك قدرة عالية على تنظيم الخلافات. وطالب هنية بضرورة إنهاء الحصار وفتح المعابر للشروع في إعادة إعمار غزة بعد العدوان الصهيوني الأخير، قائلاً: لا يوجد إعمار بدون فتح للمعابر ورفع للحصار، وكل الأموال لم تصل إلى غزة، وطالما أن هناك حصار فالإعمار صعب . وأشار رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أن الحكومة في غزة سارعت إلى تقديم إغاثات عاجلة لكل المتضررين، مؤكدًا أن ما قدمته قليل ولا يكفي ولا يساوي قطرة دم فلسطينية واحدة. وشدد هنية على ضرورة تجاوز الموقف والتحالف الأمريكي، وأن لا تبقى الدول العربية رهينة للإرادة الأمريكية، حيث إن الشعب الفلسطيني يمر بظروف قاسية وعلى العرب التقدم للتخفيف من هذه المعاناة، والعمل على المساندة وتعزيز الصمود. وقال: للأسف التحالفات ليست جديدة، فكان هناك تحالف في شرم الشيخ عام 96، والعدوان الصهيوني جرى في مظلة تحالف، في نفس الوقت ذاته نحن كنا نتمنى على الاجتماعات الدولية التي تبحث سلاح غزة بهدف تجديد الحصار والمعاناة، أن تبحث في آليات تقديم قادة الاحتلال إلى محاكمة دولية لارتكابه جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني .