تعيش 32 أسرة بجماعة واحة سيدي إبراهيم بمراكش حالة مزرية، حسب ما عاينته التجديد يوم الأحد 29 مارس 2009، وذلك بعد هدم منازلهم فوق رؤوسهم من قبل القوات العمومية يوم السابع عشر من الشهر الجاري. وحكى السكان من منطقة البورات الحمرات أن عملية الهدم تمت بدون سابق إشعار، وقد وصلت القوات العمومية في ساعة مبكرة جدا من الصباح والناس مازالوا نياما، ولم ينفع صراخ الأطفال ولا عويل النساء، ولا اعتراض الرجال في وقف تنفيذ هدم 32 منزلا بجرافات كبيرة مدعومة بمختلف أصناف القوات العمومية. وقد اضطر السكان أمام هذا الوضع إلى نصب خيام بلاستيكية مكان منازلهم المهدمة، تعجز عن حمايتهم من البرد والأمطار التي تعرفها المدينة هذه الأيام، فيما انقطع بعض الأطفال عن الدراسة. واستغرب السكان استهداف مساكن دون أخرى، علما أن كل الدور المهدمة بنيت على أرض ملك وبالإسمنت المسلح، وبمباركة أعوان السلطة المحلية حسب ما هو معمول به في كل الجماعة حسب السكان، ومن الدور ما يتوفر على طابقين، وعداد الكهرباء، متسائلين أين كانت السلطة المحلية قبل خمس أو ست سنوات حين بدأ الناس يبنون مساكنهم في هذه المنطقة المعزولة عن باقي منازل الجماعة المحلية. وفي السياق ذاته، طلب السكان من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ووالي الجهة بالتدخل من أجل العدل والإنصاف ووضع حد لمعاناتهم ومآسيهم. وأفادوا في رسالة لهم توصلت التجديد بنسخة منها أن بعض الموظفين والتقنيين ورجال السلطة قد استغلوا أموال الضعفاء بطرق غير شرعية، فقد وعدوهم بتقديم رخص البناء وتزويدهم بالكهرباء، مشيرين أن الهدم تم بطريقة غير عادلة، إذ نفذ على البعض دون الآخر، خاصة ممن لهم علاقة قرابة أو مصاهرة بمسيري الجماعة. وفي اتصال برئيس الجماعة عمر اسحيمدات قال ودون الدخول في أي تفاصيل إن الجماعة لا علاقة لها بما جرى، مشيرا أن الأمر يتعلق بالسلطة المحلية، وفي الوقت الذي قال مقدم الحي إنه لا يعرف أي شيء عن الموضوع والارتباك باد عليه، لم يتسن لـالتجديد الحصول على رأي قائد المنطقة بسبب عطلة الأسبوع، فيما كان هاتف القيادة غير مشغل صباح الإثنين 30 مارس 2009.