تعيش 19 عائلة بدوار أوراد بمراكش القريب من مرجان هذه الأيام الرمضانية حالة من الاضطراب والترقب بسبب إخلاف قائد منطقة الازدهار وعده بتسليمهم بقع أرضية استفادوا منها في إطار ترحيلهم. وحكى السكان لـالتجديد أنه في سنة 2001 تم إحصاؤهم للاستفادة من بقع أرضية، قبل أن يتصل بهم القائد منذ 20 يوما، ويشعرهم أن أوراق تسليم البقع (بعضها به 62 مترا مربعا وبعضها 74 مترا مربعا)، بكل من تجزئتي الشرف والياسمين القريبتين من الدوار جاهزة، واشترط عليهم هدم بيوتهم العشوائية لتسلمها. وقد قام السكان بذلك بحسن نية، حيث إن منهم من هدم بيته بالكامل، ومنهم من خلع الأبواب والنوافذ في انتظار أن تكمل جرافة البلدية هدم بيته. ليخبرهم القائد بعد ذلك أن هناك مشكلا مع مؤسسة العمران، وما عليهم إلا الانتظار. وقد عاينت التجديد الحالة المزرية التي يعيش فيها هؤلاء، بعدما سعى البعض إلى إعادة تركيب الأبواب من جديد، والتعايش مع أكوام التراب التي خلفها الهدم. بينما يبقى الأطفال أكثر المتضررين من هذه العملية، لاسيما بعد تزامنها مع الدخول المدرسي، حيث يضطرون ـ في الوقت الذي يستعد فيه أقرانهم للالتحاق بمقاعد الدراسة ـ إلى مرافقة أمهاتهم إلى الملحقة الإدارية الازدهار بالحي المحمدي من أجل الاستفسار عن مصيرهم. وفي السياق ذاته، أشار السكان إلى أن الدوار يعود إلى عقود خلت، وبه منازل بنيت على الطريقة التقليدية بفناء واسع، كما أن السكان مازالوا يعيشون على الفلاحة وتربية الأبقار، لكن مع التوسع العمراني وزحف المدينة على الدوار الذي يوجد الآن وسط عمارات شاهقة ودور من ثلاث طوابق تطل على فناءات المنازل، اضطر الكثيرون إلى تغطية فناءات منازلهم بالبلاستيك. وأمام هذا الوضع، يعتكف عدد من النساء يوميا أمام الملحقة الإدارية الازدهار، في انتظار مقابلة القائد، دون جدوى، وقد حاولت التجديد الاتصال بالقائد، لكن أحد أفراد القوات المساعدة أخبرنا أنه غائب ووقت قدومه لمكتبه غير محدد. وفي الجانب الآخر من الدوار الذي بني على مساحة هكتار تقريبا، تنتظر أفراد 16 عائلة أخرى إحصاءهم وترقيم منازلهم للاستفادة من بقع أرضية أيضا كما هو الحال بالنسبة لغيرهم.