توجد بدوار الكرويطي بحي المسيرة بفاس وهو الحي الذي تهدم فيه منزل يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2008 حوالي 400 أسرة مهددة بانهيار منازلها مع دخول فصل الأمطار، بعد أن امتنع هؤلاء التخلي عن مساكنهم مطالبين بالإستفادة من بقع بالمجان، في حين يطالب آخرون بتخصيص بقع أرضية مستقلة لكل عائلة؛ بدلا من الحل المعمول به حاليا، والمتمثل في قطعة أرضية لكل عائلتين. ويضم الحي أزيد من 2300 مسكن، كانت السلطات المحلية قد باشرت عملية ترحيلهم قبل سنتين، وذلك في إطار برنامج فاس بدون صفيح؛ الذي تشرف عليه وزارة الإسكان بشراكة مع الجماعة الحضرية وولاية فاس، إلا أن السكان امتنعوا عن مغادرة مساكنهم مقابل تجزءات سكنية لا تتجاوز 60 مترا مربعا؛ مقابل ثمن تحدده الجهات المعنية، في حين يؤكد السكان المعنيون أنه ليست لهم القدرة على أداء الثمن، ولا على بناء الأرض. وحسب بلاغ قسم الشؤون الداخلية بولاية فاس؛ فإن مجموع الوحدات التي تم ترحيلها بلغ % 82 من أصل 2319 وحدة سكنية . التجديد استقت تصريحات لبعض المتضررين الذين يعيشون في وضعية اجتماعية جد متدهورة، وأكدوا أن خروقات كبيرة عرفتها عملية توزيع البقع، فبينما استفاد البعض من بقع مستقلة (بقعة لكل أسرة) مقابل أداء ستة آلاف درهم، تطالبهم السلطات الآن بالرضوخ للحل المعمول به، والمتمثل في الاستفادة من بقعة أرضية لكل أسرتين، مقابل أداء مبلغ مليون سنتيم لكل أسرة، وهو حل مجحف في حقهم كما يقول الصديق أحد المتضررين.من جهة أخرى عقد أول أمس بولاية جهة فاس بولمان لقاء حضره ممثلون عن سكان دوار الكرويطي لعزيبات، وحضرته السلطة المحلية، وممثلين عن مؤسسة العمران، اللقاء لم يفض إلى أي نتيجة، بعد أن تعللت ممثلة العمران بكون البقع التي كانت مخصصة للوحدات السكنية المحصية قد نفذت، ولم يعد من حل سوى استفادة أسرتين من بقعة واحدة، وهو ما رفضه ممثلوا السكان بحدة، حيث أقسم بالله رجل مسن حضر اللقاء أن يرفع تظلمه رفقة الأسر المتضررة إلى ملك البلاد، بعد أن سئموا من الوعود الكاذبة، وأكد مصدر حضر اللقاء لـالتجديد أن السلطات المحلية اقترحت حلا يتمثل في انتظار السكان لسنة ونصف من أجل تسليمهم بقعا مستقلة بتجزئة رأس الماء، وهو ما اعتبره السكان ضربا من العبث، في الوقت الذي يعيشون فيه حالة من الرعب والهلع؛ مخافة سقوط المزيد من المساكن مع حلول فصل الشتاء، لتقترح عليهم السلطات المعنية انتظار ستتة أشهر من أجل إيجاد بقع مستقلة !!.وتظل آمال 400 أسرة معلقة بين وعود مجلس المدينة وولاية فاس ومؤسسة العمران، وعود سئمها السكان وأيديهم على قلوبهم مخافة حدوث كارثة إنسانية لا قدر الله، جراء الإنهيارات المستمرة لمساكنهم، المتزامنة مع التساقطات المطرية المهمة التي تشهدها مدينة فاس.وفي تطور مفاجئ في ملف ضحايا انهيار منزل بحي المسيرة، طلبت إدارة مستشفى الغساني من أسرة الضحية فاطمة الزهراء الكرويطي مغادرة المستشفى، وذلك ليلة أمس على الساعة العاشرة ليلا، بحجة عدم توفر سرير للنوم، مع ارتفاع عدد الحالات المستعجلة ليلا، وكانت التجديد قد عاينت الضحية بالمستشفى وهي ملقاة على سرير بأحد ممرات قسم المستعجلات، وأكدت والدة الضحية في تصريح لـلتجديد أن ابنتها لا تزال في حالة غيبوبة تامة، وحالتها جد حرجة، ولم تتكلم بعد، منذ أن سقط عليها سقف المسكن، وهو ما يؤكده بلاغ لولاية فاس توصلت التجديد بنسخة منه، ويتحدث عن إصابات بليغة تعرضت لها فاطمة الزهراء بعد انهيار المسكن؛ بسبب التساقطات المطرية خيضيف البلاغ، وأضافت والدة الضحية أنها تجهل الأسباب الحقيقة وراء الرغبة في التخلص من ابنتها، في الوقت الذي لم تتعرف فيه الأسرة على التشخيص الطبي الحقيقي للحالة الخطيرة لفاطمة الزهراة؛ ذات الأربعة عشر ربيعا، بينما غادر كل من شقيقيها إدريس وأنس المستشفى بعد أن تلقوا الإسعافات الضرورية، بعد أن أصيب أحدهم بكسور. وبدت علامات التأثر جلية على محيا أسرة الضحية وهي تشاهد الركام وقد أتلف جل أثاثهم المتواضع؛ بعد أن انهار السقف على أبنائهم وهم نيام.