أحدث سقوط مفاجئ يوم السبت لبناية كبيرة لمؤسسة تعليمية بحي القصبة بالمدينة القديمة بمراكش صوتا مدويا أفزع سكان الحي ترك بعضهم في حالة نفسية متدهورة، كما أحدث شقوقا كبيرة بعدد من المنازل المجاورة، همت أيضا أحد جدران المسجد التاريخي الكبيربليزيد. وقالت مصادر مطلعة إن الطريقة العشوائية التي تم بها هدم المؤسسة التعليمية المبنية حديثا على أسس متينة، هي التي تسببت في ذلك السقوط المدوي، حيث عمد العمال إلى تهديم أسس البناية العريضة بدل البدء بسقفها مما أدى إلى تهاويها على الساعة 5 مساء بشكل مفاجئ ثلاث ساعات بعد توقف الأعمال ونجا من ذلك عدد من المارة بقدرة قادر، فيما المنازل المجاورة التي يفصلها عن البناية ممر ضيق بنيت بطرق تقليدية لم تستحمل قوة السقوط وبدت بها شقوق. وقال عدد من السكان لـ التجديد إنهم عاشوا ليلة سوداء يترقبون سقوط المنازل فوق رؤوسهم ما دفع البعض منهم إلى المبيت عند أقربائه، كما تحدث السكان عن شخص مقعد اسمه السي حسن لم يستطع الخروج من منزله وحوصر فيه، في الوقت الذي صعد أولاده إلى سطح المنزل بعد أن أحدث هدم البناية فجوة كبير في جدار منزلهم. وأشار عدد من المتضررين إلى أن السلطات المحلية لم تخبرهم بأي شيء وأن الأعمال التي بدأت منذ خمسة عشر يوما استعملت فيها جرافات وآليات ثقيلة للهدم لم تستحملها المنازل، كما يتخوف هؤلاء من إزالة سقاية عمومية هي المورد الوحيد لهم لجلب الماء، ويطالبون بتدخل الجهات المعنية من أجل جبر الضرر وتوفير مساكن آمنة لهم. وكشف الحادث عن استغراب عدد من السكان من هدم المؤسسة التعليمية، من أجل إحداث متاجر وممرات سياحية في إطار ما سمي تهيئة الفضاء الخارجي للمسجد، علما أن هذه المؤسسة تعود لوزارة الأوقاف وتمت توسعتها من قبل أحد المحسنين لتصبح قادرة على إيواء عدد من أقسام طلب العلم، وتصل مساحتها حوالي 300 مترا مربعا وظهر للعيان بعد هدمها أنها بنيت بشكل جيد ، وقد استعملت لعدد من الأغراض التعليمية كان آخرها مركز مؤقت لمدرسة خاصة وفي آخر المطاف كروض للأطفال .